يظهرون من جديد يحملون معهم معاول الهدم ليواصلوا سياستهم التي تدل على قلة حيلة وقصور في الفكر، ولأن الأهلي لن يفوز بأي لقب محلي هذا الموسم فهذا يعني أن المدرب الأيرلندي أوليري فشل في المهمة ويجب أن يرحل، ضاربين بعرض الحائط أي عمل قام به خلال الفترة الماضية، فهم لا يقيمون عمل المدرب إلا من منظار النتائج. يعيبون على أوليري أنه طالبهم بالانتظار ثلاث سنوات وثارت ثائرتهم عندما سمعوا هذا الكلام، فهم يرون أن كلامه لا يتوافق مع أهوائهم ويخالف أفكارهم ولأنهم هم الوحيدون الذين تبقى آرائهم مقدسة، لذا لا معنى لما يقوله أوليري، فكلامه خطأ لا يحتمل الصواب وكلامهم صواب لا يحتمل الخطأ ومن يخالفني فهو ليس معي ورحم الله الشافعي. يتذرعون بعالم الاحتراف ويرفضون سياسة البناء وينسون أو يتناسون أن الاحتراف لم يخترق أسوار أنديتنا بعد ولم يتغلغل في فكر إداريينا بعد ولم يتسلل إلى عقليات لاعبينا بعد، فنحن نسمع بهذه الكلمة تتردد كثيراً دون أن نرى لها التطبيق الصحيح على أرض الواقع، نراها مكتوبة في عقود اللاعبين وتتجلى في الأرقام التي يتقاضونها ولسنا نعلم هل هم بالفعل يستحقونها. يقولون إن البناء في الفريق الأول لا يجوز في عصر الاحتراف والمسابقات لا تعترف إلا بالفريق الجاهز والبحث عن اللاعب الجاهز، ويرفضون مبدأ السنوات الثلاث الذي أعلنه أوليري، وعندما تسألهم وأين هي مظاهر الاحتراف الذي تتحدثون عنه؟ يطالبوننا بالصبر والانتظار فالاحتراف يحتاج إلى خمس أو عشر سنوات وهم بذلك يحللون لأنفسهم ما يحرمونه على أوليري. الكل قام يتدخل، والحملة العنيفة التي يشنها البعض بعقل والبعض الآخر بجهل على الأيرلندي أوليري لا أراها مسبوقة في السنوات الأخيرة، وكأن الأهلي في الموسم الماضي ينافس على كل الألقاب، وتعرض هذا الموسم لسقوط مريع، وبمقارنة النتائج بين الموسمين نجد أن الأرقام والمستويات وكل شيء تنحاز لمصلحة أوليري على حساب حزب المعارضة. ولما قال لهم النابودة إذا كان هناك مدرب أو محلل يضمن له الفوز ببطولة الدوري الموسم القادم فهو مستعد لإنهاء عقد أوليري والتعاقد معه، ومع ذلك لم يتقدم أحد بهذا الضمان فالقضية بالنسبة لهم كلام والسلام، وأنا هنا لا أدافع عن المدرب وليس لدي سبب، فقد ينجح في استراتيجيته وربما يفشل، ولكن لماذا يصوره البعض أنه المدرب الذي سيعيدنا إلى سنوات الظلام والتخلف الكروي وكأن كل مشاكل كرتنا هي من تحت رأس أوليري. Rashed.alzaabi@admedia.ae