مضت الجولة الأولى من الدور الأول لنهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا ومع ذلك مازلنا بانتظار الكرة واللعبة التي تجمع كل هؤلاء البشر من أجل الاستمتاع بها ومشاهدتها، هذه الحشود التي جاءت لتغطيتها وهذه المليارات التي صرفت من أجلها فحتى الآن لم نشاهد كرة قدم.
حتى الآن لا أدري لماذا تذكرني هذه البطولة بأجواء كأس الخليج حيث الإعلام ولا شيء غيره فلا مستوى ولا نجوم ولكن مجرد أحداث خارج الملعب لا شأن لها باللعبة وكل على ليلاه يغني، فالحديث عن الجريمة أصبح أكثر إثارة من التفكير بالمجموعات وأي من الفرق سيصعد إلى الدور الثاني.
كما أن الإضرابات التي حدثت بسبب الوعود التي قطعتها شركات الأمن لموظفيها ولم تف بنصفها خطفت الأضواء من مهارات ميسي وكريستيانو رونالدو وروني، وكأن هذه البطولة ومنذ أن تم إسنادها لجنوب أفريقيا وهي أرض خصبة للكلام حول المشاكل التي لن تنتهي.
كما أن إضراب سائقي الحافلات ومشاكل الاختناق المروري ومشكلة تدفق الجماهير إلى الملاعب في ظل هذه الظروف جعلتنا ننسى أن هناك مارادونا الذي يأتي هذه المرة بشكل جديد ولحية غزاها الشيب وهو الذي كان مصدر جذب لوسائل الإعلام أينما حل وحيثما ذهب.
حتى “الفوفوزيلا” والضجيج الذي تسببه في الملاعب وما بين مؤيد لبقائها لأنها تمثل تراث الشعب في جنوب أفريقيا وهي جزء من «عدة المشجع» هناك، ومعارض يرى فيها لا شيء سوى الضجيج حيث تسلب من المدرجات متعتها الحقيقية في سماع أصوات الجماهير وأهازيجهم المحببة.
حتى أنتم هناك في الدول العربية أعتقد أنكم لم تستمتعوا بكأس العالم حتى الآن ولم تشاهدوا الكرة التي تنتظرونها كل أربع سنوات في ظل ما يصل إلينا من أنباء حول مشاكل تقنية في البث، وهذا قام بالتشويش على ذاك وفي النهاية في ظل صراعات خفية أنتم الذين تدفعون الثمن.
كلنا ندفع الثمن من أزمة الفضائيات إلى مشاكل الإضرابات إلى شائعات الجريمة مروراً بتلك “الفوفوزيلا” ويبدو أننا على موعد مع بطولة كأس عالم تختلف عما سبقها من حيث ما يحدث خارجها أكثر عما يدور في ملاعبها.
دعونا ننتظر الجولة الثانية التي قد تحمل لنا الكثير مما كنا ننتظره لأننا وللأسف بعد نهاية دور أول مخيب للآمال لم نشاهد المتعة ولا الأهداف، كما لم تقدم لنا الجولة الأولى أي نجم، وكيف ذلك، وهي لم تقدم لنا في الأساس كرة قدم.


جوهانسبرج
ralzaabi@hotmail.com