انتصرت الجولة الأولى لمونديال 2010 للأسماك الصغيرة، ولم يظهر من “الهوامير” سوى منتخب ألمانيا الذي اصطاد الكنجارو الأسترالية أربع مرات وأثبت أنه لن يكون رقماً هامشياً في المونديال، بينما تعثرت فرنسا بالتعادل مع أورجواي، وإيطاليا بطل العالم بالتعادل مع باراجواي، وانجلترا بالتعادل مع أميركا، وفازت الأرجنتين على نيجيريا بهدف نظيف في مباراة كان فيها حارس نيجيريا نجمها الأول. كما فازت البرازيل على كوريا الشمالية 1/2 بشق الأنفس.
أما المفاجأة المدوية في ختام الجولة الأولى فتمثلت في خسارة إسبانيا بطل أوروبا أمام سويسرا بهدف نظيف بات حديث البطولة، وضرب كل الترشيحات الخاصة بتلك المباراة في الصميم.
ومن الممكن جداً أن تكون خسارة البداية في صالح الإسبان الذين تأكدوا أن مشاركتهم في المونديال ليست نزهة وأن المنافسة على اللقب والفوز به لأول مرة يستوجب تصحيح الأخطاء وبذل مزيد من الجهد إذا أراد “الإسباني” ألا يخذل جماهيره ومرشحيه.
وأذكر أنه عند تواجدي في مونديال 2006 بألمانيا أجريت حواراً قبل البطولة مع محمود الجوهري المدرب المصري الشهير، حيث قال في ذلك الوقت إن مصلحة منتخب البرازيل أن يخسر في الدور الأول، حتى يوقن لاعبوه أنهم بشر مثلنا وأنهم لم يأتوا الى البطولة من كوكب آخر، ولابد أن يعلموا أن كرة القدم لا تعترف بالتاريخ ولا بالنجومية، ولكنها تعترف بمن يبذل أقصى الجهد حتى يكسب ودها وبمن يحترم منافسيه ولا يتعالى عليهم.
وتحققت توقعات الجوهري عندما خسر منتخب البرازيل أمام فرنسا في دور الثمانية وودع البطولة في مباراة بدت وكأنها مواجهة خاصة بين كل نجوم البرازيل وبين الفرنسي الرائع زين الدين زيدان.
ورُب ضارة نافعة.. يا الإسبان!

عندما أوقعت القرعة منتخب الإمارات في مجموعة كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية والسعودية وإيران في تصفيات كأس العالم 2010 توقعنا أن يكون منتخب كوريا الشمالية هو “حصالة” المجموعة، بسبب قلة خبرته وعدم نجومية لاعبيه، والأكثر من ذلك توقع الكثيرون أن يهدي الكوريون الشماليون كل نقاط مبارياتهم لمنافسيهم الأكثر خبرة، وانتهت التصفيات، وتأهلت كوريا الشمالية مع كوريا الجنوبية لكأس العالم، بينما تفرغ لاعبو منتخبات الإمارات والسعودية وإيران لمتابعة المونديال من خلف الشاشة.
والسؤال: هل كان بمقدور منتخبات الإمارات أو السعودية أو إيران أن تقدم نفس الأداء الذي قدمه الكوريون الشماليون وأحرجوا به منتخب البرازيل في الجولة الأولى للمونديال؟
أرجوك.. أجب على السؤال بعيداً عن العواطف والمجاملات!



issam.salem@admedia.ae