أمس الأول، عشنا كل الفصول في يوم واحد، وبالطبع لا أقصد فصول الطقس من صيف وربيع وشتاء وخريف، وإنما مشاهد الكرة، التي كانت كريمة معنا وأحياناً على غير رغبتنا، فلونتنا بكافة ألوان الطيف، فعشنا فرحة الفوز والانتصار مع الأهلي، ومرارة الخسارة مع الظفرة، وحيادية التعادل مع الجزيرة، على الرغم من أن المشهد الأخير بالذات تجاوز حدود الحياد، فخلف في النفس مرارة هو الآخر.
نعم، عشنا كل الفصول أمس الأول، فوز وتعادل وخسارة، وبعد يوم طفنا فيه بين الملاعب ومحطات التلفزيون، خرجنا بقناعة، مفادها أنه لا بأس باليوم الأول، ولكن بشرط أن نستوعب دروسه جيداً وأن يكون ما تحقق خلاله، حتى لو كان خسارة، منطلقاً لما بعده، كما أن علينا أن نؤمن مثلما نؤكد دوماً، إنه لكي تستريح في مثل هذه البطولات، يجب أن تخوض كل مباراة، باعتبارها الأخيرة، وأن تأهلك مرهون بنتيجتها.. لو كان حالنا كتلك المعادلة، فعلى الأقل سنؤدي ماعلينا، وفي المقابل، لابد أن نتخلى عن ترف الفوز أو الخسارة، الذي قد لا يمنع غيرنا من الصعود، فمثل تلك النتائج، وبالذات على أرضنا، لا تنال فقط من رصيدنا، وإنما الأقسى أنها تنال من معنوياتنا وأحلامنا.
ولنبدأ بمباراة الأهلي مع العربي الكويتي والتي فاز بها الأهلي بهدفين مقابل هدف، أحرزهما عبدالعزيز هيكل وفيصل خليل، وكان هدف الأخير في وقت قاتل، والحقيقة وعلى الرغم من تواضع مستوى الشقيق الكويتي، إلا أن فوز الأهلي كان مقنعاً، وأهدانا الفرسان فرحة يوم الانطلاقة في مشاركات أنديتنا الخارجية، سواء بدوري الأبطال أو البطولة الخليجية.
واستحق الأهلي نقاط البداية التي جلبها من خارج أرضه، والأكيد أنها ستكون قوة دافعة كبرى للفريق، ولكن على «الأحمر» أن يدرك قبلنا أن العربي الكويتي ليس منطاد الاختبار المثالي للبطولة، إذا كنا نريد المضي في البطولة إلى منصة التتويج، فالقادم في البطولة أصعب.
أما فريق الظفرة، والذي خسر من العربي القطري بهدفين مقابل هدف، فأعتقد أن ما حققه طبيعي، قياساً بالظروف التي أحاطت بالفريق، بعد أن أكمل المباراة بتسعة لاعبين، كما أن العربي الذي كان يواجهه من الفرق العريقة والقوية في قطر، ولعب معه على أرضه وبين جماهيره التي منحته أفضلية، ولذا فالخسارة لم تكن مؤلمة إذا ما قارنا ظروف المباراة.
ومن الخليجية إلى أولى مواجهاتنا الآسيوية التي جمعت الجزيرة والغرافة، والتي انتهت بالتعادل السلبي، حيث تقاسم فيها الفريقان السيطرة بعد أن استحوذ الفريق القطري الملقب بالفهود على معظم مجريات الشوط الأول، وخاض الجزيرة الشوط الثاني بشكل مغاير تماماً، وتبارى لاعبوه في إضاعة الفرص الواحدة تلو الأخرى، لكن من أضاع عليهم أغلب الفرص، كان الحظ الذي ساند فهود الغرافة وحارس مرماهم قاسم برهان إلى أقصى مدى.
وبقياس النتيجة فإن الغرافة عاد إلى قطر مقتنصاً نقطة سيكون لها أثرها في مشواره، وعلى الجزيرة أن يعلم أن النقطتين اللتين أضاعهما، هما المتاحتان للضياع في المرحلة الحالية إن كان جاداً في سعيه للصعود، لا سيما بعد فوز سبهان الإيراني على الهلال زعيم الأندية السعودية بملعب الأخير، وهو ما سيشعل المجموعة أكثر وأكثر، ويجعل العنكبوت أمام تحدٍ، هو على قدره إدارة وجهازاً تدريبياً ولاعبين، ولكن مع قليل من الحظ.
كلمة أخيرة:
الطبيعة تصنع فصول العام.. ونحن من يصنع فصول الفوز والخسارة.


mohamed.albade@admedia.ae