«الطرفشانة»، الاسم الشعبي في الإمارات للفراشة، وفقط وحده عبدالعزيز المسلم المسؤول في إدارة التراث بالشارقة، يسميها «قرقعانه»، ولا نعرف لماذا يسميها هكذا؟ بل يطلق مهرجان تحت هذا المسمى، ويقول إنه يريد من ذلك أن يعرف الأجيال الجديدة من شباب الإمارات على الموروث الشعبي والأسماء الشعبية القديمة. أعتقد ألا أحد يوافق المسلم على أن المسميات الشعبية تنطلق من خصوصية منطقة صغيرة ينتمي إليها المسؤول في الوزارات الاتحادية أو المحلية اذا كانت تعتني بالتراث القومي لأي أمة أو بلد أو مجتمع عريض. كلنا يعلم تسمية قرقعان الصيف، وهو الحدث الطارئ على البيئة كالأمطار التي تأتي في غير وقتها أو الروائح التي تهب على بعض مناطق الإمارات ويهطل على أثرها المطر وتهب العواصف السريعة والقصيرة في وقتها وتأثيرها، وما شابه ذلك من عوامل الطبيعة المتغيرة والمتبدلة التي تأتي على ساحل عُمان والخليج العربي أو حتى «عسق» النخيل الذي يلعب به الأطفال. ولذلك ينعت كل عمل غير دائم أو أصيل بأنه حدث يمثل حالة الصيف أو القيظ الذي يتغير فيه الحدث بين ليلة وضحاها. يبدو أن الصديق العزيز المسلم واثق من التسمية جداً بأنها شعبية ومحلية لذلك يطلق على أثرها أنشطة مختلفة ومهرجان، قد تكون هذه التسمية خاصة بمنطقة عبدالعزيز المسلم وهي الشارقة، ويحدث مثل هذا، حيث نعرف أن في الشارقة يسمى مثلاً البعوض أو «منيجيب» كما يقال له على الأقل في دبي وأبوظبي ومناطق أخرى من مساحة الإمارات الشعبية العريضة، بينما يقال له في الشارقة «أبو قباص» ولا ندري لماذا هذا الاختلاف ذو التسمية، لذلك أعتقد أن «القرقعان» ليس بالفراشة أو «الطرفشانة» كما يسميها كل أهل الإمارات، لو كان شخص آخر اعتمد هذه التسمية لقبلنا منه ذلك ولكن أن يكون باحثا وعارفا ومتخصصا في الشأن الثقافي والتراثي وصاحب كتب وأبحاث ومذكرات في الموروث الثقافي، فإننا في حيرة مما يريد عبدالعزيز المسلم من البحث عن تسمية لمفردة تراثية يعرفها الجميع، وترسيخ تسمية أخرى لا يعرفها أحد من أهل الإمارات، وأن عرفها البعض في منطقته فإننا من الواجب أن نرسخ التراث الشعبي حسب المسميات الشعبية العريضة. نحن نعلم أننا لن نجد أفضل من هؤلاء الشباب الباحثين في التراث، أمثال عبدالعزيز المسلم واخوانه من عشاق البحث في الموروث الشعبي، ومتابعته في الجانب الشفاهي والمادي، كذلك في المجال الثقافي والأدبي من حكايات وشعر شعبي قديم، والعناية باللغة والمفردات القديمة وتسجيلها بطرق مختلفة، ولكن حق علينا وعليهم أن نراجع ما يتم رصده وتسجيله وتنقيح ما يتم جمعه وإعادته إلى أصوله بما يمثل مساحة الإمارات كلها وإن وجد اختلاف له تباين بين المناطق تم الإشارة إلى ذلك بالشرح والتوضيح. وتعالوا نطلق زرافات «الطرفشان» في سماء الإمارات لتظل دائماً جميلة. Ibrahim_Mubarak@hotmail.com