يحقق “الفيفا” في ثمانية آلاف تذكرة تم شراؤها ولم يحضر أصحابها إلى ملعب المباراة التي جمعت كوريا الجنوبية واليونان، ويعتبر الأمر لغزاً محيراً وينبغي كشف طلاسمه حتى لا تتكرر أزمة المقاعد الخالية. اللجنة المنظمة بدورها تفتش عن الأسباب الحقيقية التي منعت هؤلاء من الحضور، وبالتالي ظلت تلك المقاعد دون أن تجد من يملأ فراغها، وهو ما تم اعتباره أمراً لا يجب السكوت عنه، ويستوجب البحث عن مسبباته، وسيتم الكشف عن هذه المسببات حال معرفتها سواء كانت أزمة المواصلات هي السبب، على الرغم من أن المباراة أقيمت في الإجازة الأسبوعية، وهي التي تخلو فيها الشوارع من الاختناقات، أو أي أسباب أخرى. في الوقت نفسه، وجد إعلاميو العالم الأول هذه المقاعد الخالية فرصة للنيل من “الفيفا” واللجنة المنظمة، من أجل إيجاد ثغرة أو عيب في استضافة جنوب أفريقيا للنهائيات، وكأن هذه هي المشكلة الكبرى أو الأزمة التي كانوا ينتظرونها لإيجاد خلل في تنظيم هذه الدولة للمونديال. هناك أزمة ثقة ويبدو أن البعض لا يزال غير مقتنع بأن كأس العالم تقام في الدولة الأفريقية رغم الجهود الجبارة التي تبذل من قبل المنظمين في هذا الشأن، وكل يوم تجد هؤلاء الموتورين يختلقون مشكلة جديدة، فتارة يتحدثون عن الأمن والجريمة ثم ينتقلون إلى “الفوفوزيلا”، كل هذا من أجل التقليل من شأن البطولة، والتي يبدو أنها من وجهة نظرهم لا يجب أن تخرج من الدول العظمى. حتى الأنباء التي تصل من العالم العربي، يبدو أنها لا تنبثق من مصادر صادقة، حيث لا يزال العرب متشككين في قدرة هذا المكان على استضافة حدث في حجم كأس العالم، وربما لأنها لا تناسب أهواءهم في القدوم من أجل الزيارة أو تغطية الحدث لأنها ليست باريس أو لندن، فمن الذي سيتكبد مشقة الذهاب إلى دولة تكاد تخلو من المقومات الترفيهية من أجل كأس العالم فقط. للعلم فقط، إن مباراة كوريا الجنوبية واليونان حضرها في الملعب 31 ألفاً و513 شخصاً بالتمام والكمال، وأتصور لو أقيمت مثل هذه المباراة في أي مكان آخر لا أعتقد أن هذا العدد سيحضر، ولو حدث أن أقيمت هذه المباراة في إحدى الدول العربية، فلا أعتقد أن نصف هذا العدد سيكون موجوداً حتى ولو كانت على نهائي كأس العالم. البطولة ناجحة حتى الآن والحضور رائع، ولكن الأمر يعتمد عليك عندما تنظر إلى كوب الماء .. هل ترى الجزء الفارغ أم المملوء؟ ralzaabi@hotmail.com