لقنت كوريا الجنوبية قدماء الإغريق درساً قاسياً وتمكنت أخيراً من تحقيق فوزها الأول خارج ملعبها في نهائيات كأس العالم، وكوريا الجنوبية التي لم تغب عن المونديال منذ 1986 في المكسيك تمتلك تجربة تستحق التمعن، فيما وصلوا إليه بالجهد والمثابرة ولم يقفوا عند حد معين فهم يستفيدون من كل تجربة يمرون بها فيتدارسونها بشكل جيد لكي يحققوا ما هو أفضل في المرة المقبلة. كوريا الجنوبية في يوم من الأيام كانت تتفوق علينا بفارق ضئيل وكنا نقف معهم على حد التساوي في بعض الأيام وانظروا اليوم إلى أي حد وصلنا وتطلعوا إلى الخلف لكي تعرفوا أين توقفنا. لقد أصبح الكوريون قوة آسيوية لا يستهان بها حتى على الصعيد العالمي كما أنهم أصبحوا لا يشاركون في كأس العالم بغرض المتعة أو المشاركة المشرفة كما نفعل أو نحاول أن نفعل، بل يذهبون إلى هناك من أجل هدف مرسوم وهو ليس المنافسة بطبيعة الحال ولكنهم يصعدون السلم بالتدريج. لا يختلف اليابانيون كثيراً عن جيرانهم الألداء وهم يسيرون على نفس الدرب ويكفي أن اليابان التي كنا نهزمها بالثلاثة والأربعة في يوم من الأيام أصبحت هي الضيف الدائم والمتأهل الأول عن القارة الآسيوية إلى المونديال العالمي. ما الذي تغير لديهم ليصبحوا بهذه القوة وما الذي لم يتغير لدينا لنتراجع إلى الخلف؟، هو بالتأكيد التخطيط السليم والرغبة الحقيقية في التطور والتعلم من الآخرين، ولعلكم سمعتم بقيام الاتحاد الياباني بإجراء تحقيق رسمي حول الخروج الجماعي للأندية اليابانية من الدور الثاني لدوري أبطال آسيا فهم يعتقدون أن هناك خللاً ما ولا يريدون جلد أنفسهم ولكنهم يريدون إصلاح هذا الخلل. أما لدينا فنحن نحجم عن الحديث عن أي إخفاق وندس رؤوسنا في التراب مثل النعامة، وما نتائج أنديتنا في النسختين الأخيرتين من دوري أبطال آسيا سوى كوارث لو حدثت في اليابان لأغلقوا الأندية وحولوها إلى مطاعم للسوشي. لا نريد أن نصل إلى كأس العالم ولا نبحث عن كأس آسيا ولكن ما نود معرفته والغوص في أعماقه وأدق تفاصيله هو ما الذي فعلوه ولم نفعله أو ما الذي لم يفعلوه وفعلناه؟، هذا هو السؤال المستحيل، وحتى يأتي ذلك العبقري الذي يملك الإجابة دعونا نجلس في المقاهي ننتظر مباريات كأس العالم كل أربع سنوات لنستمتع بما يقدمه الآخرون بعد أن استمرأنا دور المتفرجين. ralzaabi@hotmail.com