تسبب كل من الحارس فوزي الشاوشي والمهاجم عبدالقادر غزال في الخسارة التي مني بها منتخب الجزائر الشقيق أمام سلوفينيا، وتعقد موقفه في المجموعة التي تضم معه أيضاً أميركا وانجلترا، وإذا كان رابح سعدان قد دافع عن الاثنين فهذا حقه، غير أنه لا شيء يمنعني من مهاجمتهما والتأكيد على أنهما أضاعا جهود زملائهما طوال المباراة التي تسيد «محاربو الصحراء» الفاصل الأكبر منها. والشاوشي من الحراس الجيدين، ولكن على الرغم من أنه لازال حديث عهد بالمنتخب إلا أنه مغرور بدرجة كبيرة، وهو غرور ليس فقط في تصريحاته وإنما في حمايته لعرين المنتخب، والخطأ الفادح الذي ارتكبه في مواجهة سلوفينيا أدى إلى خسارة فريقه بهدف نظيف مرده إلى هذا الغرور وإلى التعالي في التعامل مع تسديدة السلوفيني روبرت كورين من خارج المنطقة التي أفلتت من بين يديه وتابعت طريقها نحو الشباك، مما زاد من صعوبة الموقف للجزائر في المجموعة. وأذكر أن الشاوشي سبق لسعدان نفسه أن هاجمه وانتقده، للدرجة التي صارت مشاركة الحارس فيها مع منتخب بلاده محل شك، ومدعاة للأخذ والرد بين مؤيدين ومعارضين، وأمس الأول وبينما كان على شاوشي أن يتمسك بالفرصة وأن يبرهن على أنه سد منيع لمنتخب بلاده إذا به يتعامل بلا مبالاة كلفت الجزائر كثيراً. ومثل هذا الكلام يقال عن المهاجم عبد القادر غزال الذي تلقى بطاقتين صفراوين وطرد بعد 15 دقيقة من نزوله أرضية الملعب، وهو نموذج آخر لعدم الانضباط الذي كان سبباً في ضياع الكثير من الانتصارات والنيل من الصورة المشرقة لهذا الفريق في أكثر من موضع. الحزن والغيظ، هما فقط اللذان خرجا بي عن شعوري بعد أن تابعت مباراة الجزائر، يحدوني الأمل مثل كثيرين من العرب، في أن يرفع الخضر راية العرب في كأس العالم، وكنت متفائلاً بافتتاحية تقربنا من هذا الأمل الكبير، وأثناء المباراة فرحت بالفريق وقفزت مع كل فرصة للاعبيه، وهتفت من أعماق قلبي، حتى جاء شاوشي ليكون له رأي آخر، وليطيح أحلامي عرض الحائط، وليقل لي بتصرفه ذلك إنه غير مكترث لمشاعري، وهكذا أيضاً رأيت تصرف غزال الذي لم يكن مدركاً لطبيعة المهمة التي يحملها على عاتقه وأنه لا يلعب في «فريج» مع بعض الأصدقاء وإنما في كأس العالم وتحت راية الجزائر وكان عليه أن يكون أكبر من ذلك. كان الله في عون سعدان في المباراتين المقبلتين، وأدرك أن تجديده الثقة في الشاوشي، هو قرار اضطراري، فالحارس هو الذي يعتمد عليه المدرب منذ حل في هذا المكان في أواخر التصفيات الأفريقية، وأتمنى أن يعي الشاوشي هذا الدرس وأن يرد الدين لزملائه. كلمة أخيرة المهمة تبدو صعبة كما قال «سعدان»، ولكن لا شيء مستحيل ومن رحم المعاناة قد يولد «رابح» mohamed.albade@admedia.ae