من الآن فصاعداً، على جميع الرجال الذين على رأسهم «ريشة» أن يتأكدوا جيداً من رائحة عرقهم وأن يلتزموا الحيطة والحذر جراء هذا العرق الذي أصبح حجة دقيقة لدى النساء الراغبات في معرفة مشاعر أزواجهن تجاههن، ولا أعتقد أن واحدة من الزوجات لا تعنى بذلك مهما بلغ فيها عدم الاهتمام، فالدراسة التي عرضتها جامعة رايس في هيوستن الأميركية تؤكد أن النساء قادرات على معرفة مشاعر الأزواج جراء تشمم رائحة العرق تحت الإبطين، حيث إن الرائحة تفسر مدى المشاعر التي يكنها الزوج تجاه الزوجة، إن كانت سلبية أم إيجابية، الأمر الذي يستوجب على الرجال أن يكونوا فطنين وواعين وحذرين جداً تجاه هذه المسألة، لأن الغفلة وراءها خراب بيوت، وبالذات أولئك الذين لديهم عيون زائغة والذين يبحلقون هنا وهناك.
وتشير الدراسة التي أجريت على سبع نساء واللاتي قضين ما بين 3 و 4 سنوات في الحياة الزوجية، إلى أن هؤلاء النساء أثبتن القدرة على اكتشاف العلاقة الحميمة من عدمها، من خلال شم رائحة العرق، وأن هذه الرائحة توضح التباين في المشاعر لدى الأزواج.
إذاً ماذا على الأزواج أن يفعلوا وهم يعيشون في أكناف لا تخطئ أبداً، وتمتلك من أجهزة التجسس الدقيقة ما تخطئه أحدث الأجهزة الإلكترونية. نقول لابد من أن يعتدل حال هؤلاء ولابد أن يوفروا على أنفسهم انتحال الحيل؛ لأنه لا حيلة تنفع مع كائنات حباها الله قدرات لا يمتلكها سواهن. على الرجال أن يربطوا الأحزمة، وأن يولوا الأدبار للمغريات المتاحة خارج البيوت، وأن يلتفتوا جيداً إلى الأنوف المفتوحة، والملاحقة لأي نقطة عرق تنزف من أجسادهم لأنها قطرات غالية الثمن، وتكلف أثماناً باهظة، فيما لو أثبتت وقوع جريمة ما لا سمح الله؛ فالعرق الذي كان يعتقد الرجال أنه آفة لابد من التخلص منها؛ كونها ذات رائحة منفرة، أصبح وضمن الدراسة المذكورة أنها رائحة لها قيمتها التي لا تقدر بالملايين؛ لأنها تقود النساء إلى اكتشاف آثار واقتفاء مؤثرات ومعرفة مؤشرات ذات دلالة ومغزى.
على الرجال أن يعرفوا جيداً أن هذه الكائنات الخارقة تبحث عن قطرات العرق في جسد الرجل، كما يبحث الظمآن عن قطرة ماء في أرض جدب، وبهذه المجسة الخطيرة، فإن النساء لا يحتجن إلى عيون تلاحق الأزواج، ولا إلى آذان تتنصت على أجهزة الهاتف، كون لفتحتي الأنف ما يتجاوز حدود الممكن لباقي الحواس الأخرى.
قدرة النساء على الشم ثلاثة أضعاف قدرة الشم لدى بعض الكائنات الحية الأخرى، وهذا ما سيضاعف من معاناتهن إذا ما شككن في أمر أو توجسن من حركة أو خشين من تصرف يعتقدن أنه غير طبيعي، وكذلك بالنسبة للرجال فإنهم مطالبون منذ الآن بأن يغرقوا أجسادهم بالعطور والبخور ليخفوا شيئاً ما من رائحة عرقهم، فعسى ولعل يكون الأمر خيراً.


marafea@emi.ae