الهيام درجة من درجات الحب يصل حد الجنون فيقال هام على وجهه من الحب، فما أصل الهيام لغة؟ «هيم» الهاء والياء والميم كلمةٌ تدلُّ على عطشٍ شديد. فالهَيَمان: العَطَش. والهِيمُ: الإبل العِطاش، والهِيمُ: الرِّمال التي تَبْتَلِع الماء. والهُيام داءٌ يأخذُ الإبلَ عند عطَشِها فتَهِيم في الأرض لا تَرعَوِي. وبه سمِّي العاشق الهَيْمانَ، كأنَّه جُنَّ من العِشْق فذَهَب على وجهه على غير قصد. والهَيْماء: المَفازَةُ لا ماءَ بها. والهُيَّامُ العُشّاقُ. والهُيَّامُ المُوَسْوِسُون، ورجل هائمٌ وهَيُومٌ. والهُيُومُ: أَن يذهبَ على وَجْهِه، وقد هام يَهِيمُ هُياماً. واسْتُهِيمَ فُؤادُه، فهو مُسْتَهامُ الفُؤاد أي مُذْهَبُه. والهَيْمُ: هَيَمانُ العاشق والشاعرِ إذا خلال في الصحراء. وقوله عزّ وجلّ: في كلِّ وادٍ يَهِيمونَ؛ قال بعضهم: هو وادِي الصَّحراء يَخْلو فيه العاشقُ والشاعرُ؛ ويقال: هو وادي الكلام، والله أَعلم. وقلبٌ مُسْتهامٌ أَي هائمٌ. والهُيامُ داء يأْخذ الإِبلَ فتَهِيم في الأَرضِ لا ترعى، يقال: ناقة هَيْماء وقالوا: هِمْ لنَفْسِك ولا تَهِمْ لهؤلاء أَي اطْلُبْ لها واهْتَمَّ واحْتَلْ. وفلان لا يَهْتامُ لنفسِه أَي لا يَحْتالُ؛ قال الأَخطل: فاهْتَمْ لنَفْسِك، يا جُمَيعُ، ولا تكنْ لَبني قُرَيْبةَ والبطونِ تَهِيمُ وقد هامَ الرجلُ هُياماً، فهو هائمٌ وأَهْيَمُ، والأُنثى هائمةٌ وهَيْماءُ، وهَيْمانُ، عن سيبويه، والأَنثى هَيْمَى، والجمع هِيامٌ. وفي حديث الاستسقاء: إِذا اغْبَرَّت أَرضُنا وهامَت دوابُّنا أَي عَطِشت، وقد هامَت تَهِيمُ هَيَماً، بالتحريك. وقوله عز وجل: «فشارِبونَ شُرْبَ الهِيم» - الواقعة 55 -، هي الإِبلُ العِطاش، ويقال: الرَّمْلُ؛ قال ابن عباس: هَيامُ الأَرض، وقيل: هَيامُ الرَّمْل، وقال الفراء: شُرْبَ الهِيم، قال: الهِيمُ الإِبلُ التي يُصيبها داءٌ فلا تَرْوَى من الماء، واحدُها أَهْيَمُ، والأُنثى هَيْماء، قال: ومن العرب من يقول هائمٌ، والأُنثى هَيْماء، قال: ومن العرب من يقول هائمٌ، والأُنثى هائمة، ثم يجمعونه على هِيمٍ، ويقال: إِن الهِيم الرَّمْلُ. يَشْرَبُ أَهلُ النار كما تشربُ السِّهْلةُ؛ وقال ابن عباس: شُرْبَ الهِيم، قال: هَيامُ الأَرض؛ الهَيامُ: بالفتح: ترابٌ يخالِطُه رَمْلٌ يَنْشَفُ الماءَ نَشْفاً. يقال: رَمْلٌ أَهْيَمُ؛ وقال بعضهم: الهِيمُ الإِبلُ الظِّماءُ، وقيل: هي المراضُ التي تَمَصُّ الماء مَصّاً ولا تَرْوى. ويقول الأَصمعي: الهُيامُ للإِبل داءٌ شَبيهٌ بالحُمَّى تَسْخُن عليه جُلودُها، وقيل: إِنها لا تَرْوَى إِذا كانت كذلك. ومفازةٌ هَيْماءُ: لا ماءَ بها، وفي الصحاح: الهَيْماءُ المفازة لا ماءَ بها. والهَيام، بالفتح، من الرمل: ما كان تُراباً دُقاقاً يابِساً، وقيل: هو التراب أَو الرملُ الذي لا يَتمالك أَن يسيل من اليَدِ لِلِينِه، والجمع هِيمٌ مثل قَذالٍ وقُذُل؛ ومنه قول لبيد: يَجتابُ أَصْلاً قالِصاً مُتَنبِّذاً، بِعُجوب أَنْقاءٍ يَميلُ هَيامُها الهَيامُ: الرمل الذي يَنْهارُ. والتَّهَيُّمُ: مِشْيةٌ حسنةٌ؛ قال أَبو عمرو: التَّهيمُ أَحسَنُ المشيِ؛ يقول كثير عزة في هيامه بعزة: وما كنتُ أدري قبلَ عَزَّة َما البُكا ولا مُوجِعَــاتِ القَلــبِ حتَّى تَوَلَّتِ وكنّا عقدنا عقـدة الوصــلِ بيننا فلمّــا تواثقنـــا شــددتُ وحلَّـتِ فواللهِ ثم الــلهِ لا حــلَّ بعدَهـــا ولا قبلَهـا مــن خُلَّة ٍحيــث حلَّتِ ومــا مرَّ مِن يـــومٍ عليَّ كيـومِهــا وإن عَظُمَــتْ أيــامُ أُخرى وَجَلَّـتِ وحلَّتْ بأعلى شــاهقٍ من فــؤادِهِ فلا القلبُ يسلاها ولا النّفسُ ملَّتِ فَوَا عَجَباً للقلـبِ كَيْــفَ اعتِرَافُهُ وَلِلنّفــْسِ لمّا وُطنِـــّت فاطْمَأنَّتِ وإني وَتَهيامــــــي بِعـــَزَّة بعْدمــا تخلّيــتُ مِمــّا بيْننـــــا وتخلَــتِ