هل تأخذك هموم الدنيا؟ هل تفكر في الغد وتخاف منه؟ هل تشعر بالإحباط؟ هل أنت ممن يزورهم القلق دوما؟ إذا كنت مثلي تشعر ببعض ذلك أو بكله أو حتى بأكثر منه، فأنا أدعوك وأدعو نفسي قبلك، بأن نأخذ هدنة، ننسى مع سبق الإصرار والترصد، نختلس لحظات لكي نهدأ، لامانع من إحساس الهروب نحو شيء ما نحبه، نحو هواية تمتعنا، حتى لو وصفونا بأننا نهرب من المواجهة، مواجهة مشاكل الدنيا الصعبة القاسية التي أصبحت لا ترحم. تعال يا سيدي اعتباراً من الغد لشيء من اللهو البريء. تعال نستدعي الطفل الكامن في نفوسنا. تعال نضحك ونمرح على أنفسنا وعلى الآخرين. تعال بلا هموم فكفانا. تعال بلا أحزان، امنحها من فضلك أجازة إجبارية. إذا لم تكن من عشاق الرياضة، فسوف تكون، أتحداك إن لم تكن، فقط ما عليك إلا الجلوس مع الأصدقاء أو الأحبة، مع الأهل والأبناء، أترك نفسك أمام شاشة صغيرة أو كبيرة، فالحدث مونديال كرة القدم، والمشاهدة والمتابعة والانبساط لن تفعلها وحدك فهناك مليارات سوف يفعلونها مثلك في كل أنحاء المعمورة. كرة قدم ليست على نحو ماتعرفه، اطمئن فلن يفسد ذوقك كما أنت متعود، إنها بضاعة أخرى ترتقي بذوقك، تحترم هوايتك، تقدر رغبتك في الاستمتاع، ستعطيك ما تريده وتبحث عنه وتتمناه. البرازيل ليست وحدها. فهناك آخرون قادرون على جلب المتعة لك، هناك الأرجنتين وإسبانبا وإنجلترا وألمانيا وهولندا وإيطاليا... وهناك الأفارقة بأقدمهم السمراء وقلوبهم البيضاء ومهاراتهم اللافتة، لن تجد النجم الأرجنتيني اللامع ميسي وحده فهناك العشرات من النجوم القادرين على إمتاعك غيره، لن تجد الأسطورة مارادونا في الملعب هذه المرة، لكنك ستجده على خط الملعب ينفعل ويقود، يغضب ويفرح، ستراه ويراه العالم كمدرب اختلفت بشأنه الأفكار والآراء. ستجد فريقا واحدا ممثلاً للعرب، يحاول أن يجد له مكانا تحت شمس المونديال، إنه الفريق العربي الجزائري، الذي سنتابعه بشوق ولهفة، نتحمس معه ونسانده باسم العروبة التي تحارب من أجل أن تعيش في الزمن الصعب. نعم ستجد “البافانا بفانا” أو بتعبير آخر “الأولاد.. الأولاد” وهو لقب أصحاب الأرض، فريق جنوب إفريقيا الذي يستضيف الحدث الكبير بقيادة المدرب البرازيلي المعروف كارلوس البرتو. إنه صراع مثير، الكل يتسابق فيه من أجل شرف الفوز باللقب العالمي، الذي يبحث عنه رؤساء الدول قبل اللاعبين والشعوب والجماهير، فهذا اللقب، يعني المجد، ويعني التطور والتقدم والنجاح في أبلغ صوره وأعلى درجاته. أما بعد هل عندك حل آخر؟ هل عندك شهر آخر، ننسى فيه نستمتع؟ انتهز الفرصة. mahmoud_alrabiey@admedia.ae