عندما ترتجف الجهات من حولك، وتبقى وحدك يا وطن، تلفك مشاعر العدل فتنام قرير العين هانئاً مستقراً، تسطر حروف الود وتلون وجوه الناس الطيبين بالفرح.. عندما تلتحف الجهات من حولك بالصواعق والعوائق وتبقى أنت وحدك تنعم بحب ذويك وعلياء من بنوا وأسسوا وشيدوا النهج القويم على صراط مستقيم لتقيم أنت خيمة الرفاه، ويبقى الناس عندك كأسنان المشط، فلا شيء يقلق ولا شيء يرهق، ولا يهرق، ولا شيء يحدق، ولا شيء يمرق، ولا شيء يغرق، ولا شيء يمزق النسيج، ولا شيء يسرق الماء الأريج، ليبقى المزيج متسامقاً متأنقاً متألقاً، محدقاً نحو غايات وساريات، فلا تسويف ولا تجريف ولا تخريف.
عندما تستخف بالجهات مظالم وتختلف معالم، تبقى أنت يا وطن بكل أضدادك وأندادك منسجماً، متلائماً، ملتئماً، محتدماً بالحب متدفقاً بالقواسم الرائعة الناصعة ليصبح رغيفك من مواقد محبيك، وعشاق ترابك، والمدنفين الذين وضعوا اسمك قلائد وقصائد ترصع الحلم بفسيفساء من تزخرفوا بجَلَدْ الصحراء، وزرقة الماء، وصفاء السماء. عندما يكتنف الجهات ما خض ورض، وتبقى أنت يا وطن ومضة من نور في ظلمات العالم، ورشفة من عِذاب في رمضاء الزمن المتهالك، وسعفة يانعة تظل الرؤوس، وتحمي الأكتاف من بلل أو زلل أو جلل.
عندما يستخف بالجهات رهط ولغط وغلط، وتبقى يا وطن الشهامة والكرامة، وحدك تنثر ورد الزهو، وتفترش الأمان نهجاً ورؤية وتمضي في دربك جياد الحياة بلا خوف أو حيف، ويمنحك الله قدرته في الشموخ وجلاله في الرسوخ، وسطوته في بسط أحلام الخلود لإنسان أحب الوجود فأحبه الموجود.
عندما يصدف أن الجهات قد تداعت مهزومة بالخوف، تبقى أنت يا وطن بيد غير مغلولة ونفس غير معلولة تمضي تضع الناس جميعاً في وعاء الألفة بلا كلفة، مستيقظاً في الصباح الباكر وبيدك اليمنى وعيك بأهمية القبض على السلامة بكل ما أتيت من قوة وفي يدك الشمال تمسك بصحائف من أسس درعاً ودعا الناس جميعاً الى الحب والتضحية من أجل الوطن وسلامته وأمنه واستقراره.
عندما يحصل كل ذلك فإن الفخر، كل الفخر بهذه الأيادي التي تتشابك والقلوب التي تتعانق، والعقول التي تتسامى من أجل صناعة النصر ورفع شأن الإنسان برؤية واضحة وطريق صريح ونظرية لا شرقية ولا غربية، بل هي من نبع مخ الإنسان وبراعة اجتهاده وإبداع ما تفتقت عنه قريحة القائد المؤسس.. زايد الخير ومن سار على نهجه بقيادة حكيمة محكمة بالعدل والمساواة.


marafea@emi.ae