معرض الدفاع الدولي “ آيدكس 2011 “ الذي ينظم كل عامين، في دورته العاشرة هذا العام مختلف تماما عن دورته الأولى عام 1991 “ 2011 يحمل سمات الألفية الجديدة بكل أدواتها “ ، رغم أن انطلاقة الدورة الأولى كانت مبهرة لجميع الصحفيين والجهات الإعلامية التي جاءت للعاصمة لتغطية الحدث وكذلك الدول المشاركة.
قبل 20 عاما انطلق المعرض من نفس المكان، الذي تغير اليوم 180 درجة حيث توجد بوابة حضارية جديدة للعاصمة أبوظبي، المدينة الشابة التي لا تعرف التثاؤب والكسل والتي تدرك معنى الزمن والدخول في سباق معه والفوز عليه على الدوام، الكثير من المشاركين في المعرض عادوا إلى الدورة العشرين وهم ينظرون بعيون تملؤها الدهشة لوتيرة العمل في هذه المدينة التي تسير بخطى متسارعة نحو المستقبل، وترسم ملامح هذا المستقبل على ثغرها الباسم الذي يستقبل العالم بالأمل والتفاؤل والنظر إلى غد مشرق ملؤه التباشير الخضراء المورقة مثل قلوب شباب هذا الوطن المليئة بالحماس والعطاء لإمارات الغد إمارات العز والرخاء والاستقرار، إمارات التطور والتعاون ودعم أركان التعايش والسلام بين شعوب الأرض.
المتابع لدورات “ آيدكس “ على مدى العشرين عاما الماضية قبل أن يتحدث عن تطور المعرض وعدد المشاركين الذي وصل هذا العام إلى 1060 شركة من قارات العالم، والذي أصبح منصة مهمة للتعاون الدولي لتحقيق الأمن والاستقرار في العالم، يتحدث عن المكانة التي تحتلها الإمارات على الخريطة الدولية.
حجم المشاركة العالمية يعكس للوهلة الأولى الثقة التي يحظى بها هذا البلد العربي على الصعيد العالمي، وهذه المكانة العالية التي يفخر بها كل عربي وكل غيور على مصالح الأمة، لم تأت من فراغ بل هي نتاج تراكم عمل وجهد متصل على مدى أربعة عقود، منذ الأب القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، إلى خير خلف، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله والذي مكن الإمارات من البناء على تلك المنجزات العملاقة التي أرساها الوالد رحمه الله، ووضع رؤية جديدة لنهضة البلاد على أسس الألفية الجديدة، وأدواتها ولغتها، في مرحلة التمكين التي أطلقها رئيس الدولة منذ توليه مقاليد الحكم، تسير بلادنا بخطى واثقة نحو المستقبل وهي واعية لمتطلبات الغد، والسواعد الوطنية الشابة التي تبني وتعمر في كل مكان هي عنوان هذه المرحلة المهمة فكرا ومضمونا وعملا، هذه السواعد الفتية هي التي ترسم بفكرها المستنير وبدعم من القيادة الرشيدة ورؤيتها الواعية مستقبل الإمارات، والإعلان من المعرض عن العديد من المنتجات الوطنية يؤكد أن الإمارات قبل أن تستثمر في الحجر استثمرت في البشر الذي يقوم اليوم على مؤسسات تقنية وصناعية عملاقة أبهرت العالم وتنافس بنوعية إنتاجها وفكرها ورؤيتها الدول المتقدمة التي سبقتنا في مسيرتها الصناعية والإنتاجية بسنين كثيرة.
الشباب هم مستقبل الأمة قالها القائد المؤسس قبل أكثر من 35 عاما، عندما دشن جامعة الإمارات العربية المتحدة في العين ورعى أول دفعة من الخريجين في منتصف السبعينات،، والوطن يبنى بسواعد الشباب قالها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وإنتاج سواعد الشباب نراه اليوم في كل مكان وفي كل بقعة من وطننا الحبيب، حفظ الله قيادة الإمارات المستنيرة الحكيمة وحمى الله شبابها ليواصلوا مسيرة الإبداع لهذا الوطن ليبقى شابنا متجدد العطاء دائما.


m.eisa@alittihad.ae