سعدت كثيراً بالتجربة الدولية التي خاضها منتخبنا أمام المنتخب الجزائري الشقيق في ختام معسكر الأبيض بألمانيا، والتي خسرها منتخبنا بهدف من ضربة جزاء، وسر سعادتي أنها المرة الأولى منذ فترة طويلة التي نشاهد فيها المنتخب بهذه الصورة الطيبة، والمترابطة والمنهجية في الأداء، ليودع “الأبيض” أياماً ظهر فيها بلا ملامح في الكثير من المباريات، حتى تلك التي كان يفوز فيها بقوة دفع طبيعية. وأكثر ما أسعدني أمس الأول أنه أدى عرضه الجميل والمطمئن، وسط حضور جماهيري جزائري لا يستهان به، قوامه قرابة 15 ألف مشجع، زحفوا خلف “محاربو الصحراء” من أرجاء أوروبا، وشكلوا ضغطاً كبيراً على فريقهم، الذي أزعم أنه بذل قصارى جهده لتكون كلمته هي الأعلى في المباراة وكان هدف زياني هو أقصى ما استطاعه، ولو استثمر الأبيض الفرص التي أتيحت له، لخرج متعادلاً على أقل تقدير، ولكن مثلما شاهدنا تطوراً ملحوظاً في أداء دفاعنا الذي أجاد وكان الأبرز، فإن الهجوم لازال بحاجة إلى عمل للتخلص من عيوبه التي تطارده منذ فترة ليست بالقصيرة، وأهمها عدم القدرة على إنهاء الهجمة بشكل صحيح، أو استثمار الفرص التي تسنح للفريق والتي كانت كثيرة، وأتيحت لإسماعيل مطر وأحمد خليل وفيصل خليل وكذلك سعيد الكثيري. وبالرغم من أن الوسط قام بدوره، إلا أن الظروف التي أحاطت بعدد من لاعبيه تؤكد أنه لا زال لديه أكثر من ذلك، فقد غاب عن صفوف الفريق عدد كبير من اللاعبين المؤثرين والمهمين، ومع عودتهم إن شاء الله سيكون لهذا الخط دور وتواجد أكبر، وسيشكل مع الدفاع قوة لا يستهان بها، ليبقى أمر الهجوم الذي عليه أن يترجم القوة إلى تفوق. وما نقوله عن الهجوم، لا يعني بالطبع أنه كان سيئاً، بل بالعكس، لأن صناعة الفرص وتواجد المهاجمين في أماكن سليمة ومواقع صحيحة يمثل المهمة الأولى للاعبين، كما أن ثراء هذا الخط بالعديد من اللاعبين، سواء أصحاب الخبرة أو الشباب، يعد مؤشراً على أن مستقبل الأبيض بخير، وأن كاتانيتش مدرب الفريق لن يعاني مجدداً من وفرة البدائل التي كانت هاجسه لفترة طويلة ماضية، دفعته في مرات كثيرة للخروج عن صمته والشكوى من عدم اتساع دائرة الخيارات أمامه فيما يخص المهاجمين. وبمناسبة كاتانيتش، فلا أريد أن تسوقني العاطفة أو نتيجة مباراة أو شكل الفريق فيها، لاختزال كل الانطباعات ومسيرة حافلة مقبلة على الفريق، وعلينا أن نمنح الرجل الفرصة الكافية لإثبات أحقيته بالمهمة، وهو ما ينطبق على الفريق نفسه، فالقادم هو الأهم، وتجربة الجزائر أعادت جزءاً من الثقة، وبقي أن نستعيدها بالكامل في الاستحقاقات الرسمية المقبلة، سواء كأس الخليج أو البطولة الآسيوية، ففيهما سيكون الحكم الحقيقي على كامل منظومة “الأبيض” من لاعبين ومدرب وجهاز إداري. كلمة أخيرة: نعم قدمنا عرضاً طيباً أمام “محاربو المونديال”، ولكن في “الرسمي” الأمر يختلف، ولسنا وحدنا من يستعد، وفي الخليج وآسيا نريد “الحقيقة”.. حقيقة “الأبيض”. mohamed.albade@admedia.ae