يوم أمس بدأت بعض المدارس التابعة لمجلس أبوظبي للتعليم في توزيع نتائج الفصل الدراسي الأول، وفق تجربة الفصول الثلاثة الجديدة التي تشهدها مدارسنا لأول مرة هذا العام الدراسي الجديد. كما أن مدارس أخرى سوف تُسلم الأسبوع المقبل نتائج تلك الامتحانات، وبالأخص للصف الثاني عشر بقسميه العلمي والأدبي، إلا أن المجلس لم يفسر لأولياء الأمور والطلاب هذا التأخير في إعلان نتائج الامتحانات لمدة ثلاثة أسابيع وأكثر، تاركاً الأقاويل تتفاعل في الميدان بأن فئة من المدرسين آثروا قيامهم بعطلاتهم وإجازاتهم واعتبروها أولوية على موضوع الانتهاء من تصحيح أوراق الامتحانات، في إصرار يكشف مقدار عدم التدقيق من قبل المجلس في تحديد مواعيد الامتحانات والإجازات، بحيث لا تؤثر بعضها على بعض، وتتداخل بهذه الصورة المربكة، مع أن المناسبات والإجازات، وبالذات الميلادية منها، محددة مسبقاً، ولا تحتاج إلى رؤية هلال حلول الشهر!!.
وعلى الرغم من التجربة الجديدة لنظام الفصول الثلاثة والاستعانة بمدرسي “النيتف سبيكرز” إلا أن الميدان يشير إلى ازدياد واستمرار الطلب على المدرسين الخصوصيين، من جراء عدم فهم شريحة من الطلاب لما يقوله المدرس بسبب اختلاف اللهجات واللغات. وهو الأمر الذي حدا بالمجلس للإعلان عن خطة لعلاج الطلبة المتأخرين دراسياً، بتكليف مديري المدارس لعقد اجتماعات مع الطاقم الإداري والتعليمي والتنسيق مع أولياء الأمور والتوسع في التعاون معهم من أجل رفع مستوى التحصيل العلمي لأبنائهم. وهي حلول للمشكلة الأساسية المتمثلة في ضعف التوصيل والتواصل بين المدرس والطالب داخل قاعة الصف الدراسي.
كما أعلن المجلس وضمن سلسلة تجاربه “التطويرية” عن إصدار بطاقة تقييم جديدة لطلبة الصفوف من رياض الأطفال وحتى الصف الثالث الأساسي، أي الابتدائي بالمفهوم القديم.
وقال المجلس “إن هذه الخطوة تأتي ضمن خطته لتطوير نظام القياس والتقويم في إطار النموذج المدرسي الجديد الذي أطلقه المجلس بداية العام الدراسي الحالي بالصفوف من رياض الأطفال حتى الثالث الأساسي كمرحلة أولى، حيث تتضمن بالإضافة إلى الأداء الأكاديمي للطالب، التقييم الذي يحصل عليه في المهارات الاجتماعية والوجدانية والسلوكية والإبداعية والتقنية، والتي تأتي ضمن ما يعرف باتجاهات عملية التعلم”. كلام جميل وأهداف مهمة، على الرغم من أن هذه التجارب المتواصلة تشير إلى أن بيئتنا التعليمية تواصل احتضان توصيات بيوت الاستشارات التي تعد هذه التجارب مصدراً مهماً للدخل وعنصر حياة لها. في وقت نتطلع فيه نحن إلى النتائج التي ستسفر عنها وتقود إليها، وفي مقدمتها كيفية القضاء على حاجة الطالب العادي لمن يعينه على استيعاب دروسه وفهم الواجبات المطلوبة منه، أي حاجته إلى دروس تقوية ومدرسين خصوصيين، ونحن نبدأ الفصل الثاني من تجربة الفصول الثلاثة. ولا أعتقد أن التجربة الفنلندية أو السنغافورية ومن قبلها التجارب الأخرى تعترف بـ”الدروس الخصوصية”!!.
إن تركيزنا على مسألة التعليم ما هو إلا تجسيد لمقدار الطموح والآمال العريضة المعقودة على هذا القطاع في إعداد أجيال تنخرط في مدارات التعليم والتعلم في مختلف المراحل، وصولاً إلى بناء كوادر تكون عماد اقتصاد المعرفة، ودوماً العبرة بالنتائج والأمور بالخواتيم.


ali.alamodi@admedia.ae