انطلق ...وحلق في السماء...انطلق أنت حر، ولكن لا تسألني عن الوجهة والطريقة. بالانطلاق تقصد الحرية التي دائما ما نربطها بهذه الكلمة، ربما لأن الطيور في السماء لا تعرف الحرية إلا بالانطلاق. الطيور تدرك الحرية بمجرد أن نكبلها ونقيدها في أقفاص صغيرة، تصرخ ونحن نعتقد بأنها تغني. هي تتحرر بالانطلاق، فما أن تبدأ بالطيران والتحليق حتى تشعر بأنها حرة. أما الأشجار فحريتها تكمن في الهواء، فعلى أنفاسنا تحيا وبأعمالنا تتأذى، إلا أنها مازالت تتباهى أمامنا بجمالها في الحدائق والغابات، كما تفعل الأسماك في قاع البحار. كل كائنات الكون لها متنفس من الحرية، تحارب لتحصل عليه. الحرية مطلب طبيعي نردده ولا ندركه إلا إذا فقدناه، ولا أعلم حقاً إن كنا قد امتلكناه يوماً، ولكن الأكيد أن هناك رغبة في امتلاكه حتى بالاسم. لكل منا مفهومه الخاص حول هذه الكلمة أو المصطلح نختلف في صياغة المفهوم ونتجادل في تقدير أهميته ونتفق على شرعيته ولا نعرف الوصول إليه. وقد تدفعنا الرغبة في إثبات إنسانيتنا والإبحار «بالحرية» حتى وإن علت أمواج البحر. وعندما تبحر الحرية بالأمل، لا يسعنا نحن على الشاطئ إلا أن ننتظرها بفرحة ونتلهف إلى لقياها، وحلم الحرية أكبر من أن يستوعبها «كوخ العم طوم» الذي نطق بها. تساءل شعارنا أحمد مطر عن معنى الحرية قائلاً: أخبرنا أستاذي يوما عن شيء يدعى الحرية فسألت الأستاذ بلطف أن يتكلم بالعربية ما هذا اللفظ وما تعنى وأي شيء حرية هل هي مصطلح يوناني عن بعض الحقب الزمنية أم أشياء نستوردها أو مصنوعات وطنية فأجاب معلمنا حزنا وانساب الدمع بعفوية قد أنسوكم كل التاريخ وكل القيم العلوية أسفي أن تخرج أجيال لا تفهم معنى الحرية لا أعلم إن عرفنا الحرية أو أدركناها، ولكننا بكل تأكيد نأسف عليها وعلى كل المطالب التي تبحر في مياه المجهول. نخشى البحر وأهواله وما نخشى إلا أنفسنا، نحلم وما الحلم إلا أمل يراودنا، أمل بحياة أفضل علنا نجده في ذواتنا. بحر الحرية واسع يسع للجميع لأنه للجميع. ameena.awadh@admedia.ae