انطلقت أمس فعاليات المعرض الوطني الثالث عشر للتوظيف في القطاع المصرفي والمالي والحكومي بمركز إكسبو الشارقة، والذي يستمر لمدة ثلاثة أيام، وتنظمه لجنة تنمية الموارد البشرية في القطاع المصرفي والمالي، والعرض ضمن سلسلة المعارض التي يأمل المواطن من خلالها الحصول على ضالته، وتأمين مستقبله، وبدء حياة جديدة، تغنيه عن السؤال، وحاجة الناس، وتضعه ضمن ركب الدافعين، من أبناء الوطن، لعجلة التنمية، وخدمة بلدهم. المعرض المذكور حظي بمشاركة كبريات المؤسسات المصرفية والمالية والأكاديمية، ووصل عدد الجهات المصرفية التي ترى في نفسها القدرة على استقطاب أعداد من المواطنين نحو 72 جهة، كما يحدث في كل المعارض التي تقام في مختلف الإمارات، وتحظى باهتمام إعلامي كبير، باعتبار أن مثل هذه المعارض من شأنها علاج قضية مزعجة لنا، ومؤرقة للمسؤولين والمعنيين بالدولة لتوفير فرص عمل لكل أبناء الوطن، والحد من الأرقام التي تعلن بين فينة وأخرى، وإن كانت غير دقيقة، لأنها لا تشكل عدد العاطلين عن العمل فعلياً، ولكن وللأسف الشديد على ما يبدو أن أغلب، ولن أقول جميع الجهات والمؤسسات والشركات التي تشارك في معارض التوظيف، تسعى للدعاية وحسب، وكل ما يهمها من المشاركة الظهور الإعلامي في هذه الأحداث، وإعطاء مجموعة من التصريحات الصحفية وغيرها من المكاسب “لزوم المنظرة” عند المسؤولين، والسلام، فيما يغيب الدور الرئيسي من مشاركتها في المعرض وهو توفير فرص عمل للمواطنين، والمقيمين. وفي كثير من الأحيان نسمع عن قصص، وروايات لمماطلة بعض الشركات، ومراوغتها في عملية التوطين، وكذلك في معارض التوظيف، وقد وصلتني رسالة من أحد القراء يقول فيها “أنا جابر الشعيبي، وقد تضررت معنوياً ومادياً مما لحق بي من مماطلة شركة المطاحن الكبرى للدقيق والعلف التابعة لمجموعة أغذية، إذ قمت بتوقيع الموافقة على عرض عمل، خلال معرض التوظيف في الخامس والعشرين من يناير الماضي بأبوظبي، ولكن لم يتم أي إجراء لاستكمال تعييني إلى اليوم، مع العلم بأنه تم استغلالي في مقابلة تلفزيونية في برنامج “جريدة بلا ورق” لأقول “إن الشركة لديها برنامج توطين ولقد وقعت عقد التوظف من أول يوم في معرض التوظيف”. ويضيف الشعيبي، وحسب عرض العمل يفترض أن أباشر العمل يوم الثلاثين من يناير الماضي، ولكن لم أجد أي قبول من الشركة بعد معرض التوظيف، بل فوجئت بمماطلتهم، وعدم الرد على استفساراتي. وقد رفضت خلال تلك الفترة عروض عمل عدة وذلك لالتزامي بعقدهم. بالفعل تجربة مريرة، تعكس واقعاً مراً.. ويفترض أن تكون المعارض عنصر دعم وجذب لقضية التوطين في الدولة، وليس استغلالاً لمنصات التوطين، واستغلال الموطن لتحقيق مكاسب فردية على حساب قضية وطنية في غاية الأهمية. ومن هنا يتوجب على الجهات المعنية والمسؤولة عن معارض التوظيف مراقبة ما يدور في المعارض، وإلزام المشاركين بالتزاماتهم على أقل تقدير. محمد عيسى | m.eisa@alittihad.ae