كان ذلك أحد عناوين رسائل التوعية، التي ستحملها أغلفة الكتب المدرسية لصفوف الحلقة التأسيسية الأولى في مدارسنا، في المرحلة الأولى من المشروع، الذي كشف النقاب عنه مؤخراً ويتبناه المجلس الأعلى للأمن الوطني، تنفيذاً لتوجيهات سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني، بهدف تعزيز منظومة القيم والانتماء الوطني ومفاهيم الأمن والسلامة والعمل التطوعي في خدمة هذا الوطن الغالي لدى النشء. وهي مبادرة يعول عليها، باعتبارها خطوة مهمة تعد امتداداً للمضامين السامية التي حملتها دعوة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، لدى إعلان سموه عام 2008 عاماً للهوية للوطنية. وقد جاء تنفيذ المبادرة بطريقة مبتكرة، حيث إنها تخاطب التلاميذ الصغار بلغة بسيطة ومباشرة لتكريس تنشئتهم على حب الوطن والانتماء لإمارات المحبة والعطاء والولاء للقيادة الحكيمة، وصقل مبادئ ومقومات الهوية الوطنية في أجيال الغد، وفي الوقت ذاته تساعد على تنمية وعي التلاميذ بالمسؤولية المشتركة في المجتمع وتكريس حب العمل، وثقافة العمل التي أكد عليها قائد المسيرة في كلمته السامية بمناسبة العيد الوطني التاسع والثلاثين في ديسمبر الماضي. ومبادرة المشروع، الذي سوف يغطي في خطواته المقبلة بقية المراحل الدراسية، جاءت ثمرة تعاون متكامل بين إدارة شؤون المجتمع في المجلس الأعلى للأمن الوطني وإدارة المناهج في وزارة التربية والتعليم، ونتاج جهود وأعمال اللجنة المشتركة، التي ضمت ممثلين من المجلس الأعلى للأمن الوطني ووزارات الداخلية والتربية والصحة ومركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية والهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات. إن هذا المشروع التربوي والوطني المهم، يجسد ضمن ما يجسد خصوصية تجربة بناء الإنسان في الإمارات، وهي تحرص على إعداد أجيال متسلحة بثقافة علمية رفيعة، تنفتح بكل تفاعل وتعايش على حضارات وثقافات العالم، وفي الوقت ذاته من دون انسلاخ عن جذوره راسخة المكونات والمقومات، وتعزز شخصيته الوطنية. خاصة مع مظاهر التغريب والتشويه التي يتعرض لها النشء وشباب اليوم في العديد من المجتمعات، التي تجتاحها رياح العولمة بقوة في مختلف مناطق عالمنا العربي على وجه التحديد، لهشاشة مراحل التكوين والإعداد في الصغر. كما أن المشروع يتوافق مع جهود رفد البيئة التعليمية بالأنشطة الإثرائية، بما يركز على غرس المفاهيم والقيم والمضامين وطنية المحتوى في النشء، وممارستها واقعاً سلوكياً يعبر عن إنسان هذه الأرض، باعتباره مواطناً صالحاً يحرص علي خدمة وطنه ومجتمعه، وهو ينخرط كذلك في الأنشطة المجتمعية وفعاليات الأعمال التطوعية لخدمة المجتمع والمجتمعات المحرومة بما يلخص الرسالة، التي قامت عليها إمارات الخير والمحبة، سند للشقيق والصديق، وهي تمد يد العون والمساعدة للذين توالت عليهم صروف الدهر والكوارث الطبيعية في تلك المجتمعات. رسالة المشروع رسالة وطنية مهمة، جاءت في توقيت مناسب ومهم، وهي تختار موقعاً لها يصادف أعين هؤلاء الصغار صباح كل يوم، وهم ينهلون من العلم والمعرفة، ويتنسمون عبير أرض الجود والوفاء، ويعاهدون معه قائد مسيرة الخير على الولاء والانتماء، كلما ارتفع علم الإمارات في طابور الصباح المدرسي. علي العمودي | ali.alamodi@admedia.ae