ونحن نقرأ الأحداث وما يصيب المحيط من حولنا من أزمات ومحن نستعيد الذاكرة ونفرك الرأس بطرف أنملة يبرز من ثنايا الذاكرة زايد الأب والقائد والرائد والسائد في الحلم واليقظة وكيف استطاع هذا الفارس الصحراوي أن ينشق فجراً عروبياً وإنسانياً ويمتشق كف العطاء والسخاء لتنضوي تحت جناحيه آمال شعب اخضرت وأورقت وأينعت ويفعت وتسامت وتسامقت حتى طالت عنان السماء ولامست شغاف كل المحبين والعاشقين الذين تنادوا وتداعوا مرتشفين من رضاب ما استشف من أعطاف قائد أسس بُنيان الحلم، ورسخ إنسان العلم ومنح العزيمة كرامة النبلاء وأعطى الشكيمة شهامة الأوفياء ونفذ نظرية التلاحم الشعبي عن فطرة وخبرة، وسار بقارب الأحلام الزاهية شمالاً ناحية القلب.
اليوم ونحن نتابع المشهد الإنساني ونقتفي أثر النظريات، وما يختلجها من عوارض صحية وأهواء وأنواء وأرزاء وغواية ووشاية، نشعر بالحاجة الماسة، لقلب زايد وفكره ورؤيته ورجاحة عقله، والمساحة الواسعة من وعيه، المشمول بحبه نحو الإنسان أياً كان وفي أي زمان ومكان.. رجل سكب الصحراء مداداً وسجل العرفان والجميل الوافر لكل من سكن الأرض والتحف بسمائها.
زايد اليوم، يُباغتنا بابتسامته الشفيفة وهو يُصافح الكبير، ويمازح الصغير، ويثري الفقير بمداعبة مشاعره الناضحة دفئاً ملأ الدنيا وأخرس كل من به صمم.. زايد اليوم يقف عند ربوة الحُلم الكبير، والأمة في أزمة وغمة، فلا مشاعر تكظم، ولا مآسي تهضم، ولا اختلالات في الوعي والمطلب تُكْلم غير الأمل، مما تختزنه الذاكرة من ألوان زخرف بها زايد المشهد الإنساني ليعطي مثالاً متفرداً ومتميزاً في استجلاء كل ما يهم الإنسان ويسقمه ويبليه.
اليوم والمشهد السياسي العربي يخوض معركة الوجود نجد أنفسنا أمام محك الرغبة الجامحة والمطلب الجوهري هو أن الديمقراطية الحقة، قائد يتفانى من أجل الناس مُنكراً ذاته لأن تصحو العافية تحت جلود الخلق ويستيقظ الفرح على شفاه من سجدت لهم الملائكة وكرَّمهم الله على جميع مخلوقاته.
اليوم والدراما السياسية تعترك وتفرك جفُونها عن فجوة واسعة وجفوة شاسعة بين السايس والمسيس نشعر بالفرح والفخر أننا الأغصان التي تفرعت من شجرة زايد وأننا الروافد التي تشعبت من نهر زايد، وأننا الصرح الذي شيَّده زايد بالحب والوفاء والعطاء، وأننا الحلم الذي لا تغشيه غاشية لأنه حلم زايد بوطن نسقه الوئام والانسجام بين القيادة والشعب.. ويا ليت قومي يستفيدون من مُعطيات هذا الرجل.


marafea@emi.ae