الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

راح وديع .. جاء وديع

راح وديع .. جاء وديع
11 فبراير 2011 22:17
(1) لعل أبسط وأذكى تعريفات الثقافة - متجاوزين قصة الرماح المثقفة والمدببة - هو التعريف الذي يقول إن الثقافة هي ما تبقى في ذاكرتك بعد أن تنسى جميع مع تعلمته في المدرسة والجامعة، مضافاً إليه ما تعلمته خلال ممارسة الحياة. ومن خلال ثقافتي العامة تذكرت مجموعة دعايات سخيفة، شاهدت بعضها مضطراً على التلفزيون تنتهي بعبارة ( أيوه كده يا وديع....) يقولها منتج متكرش، شهواني وأحمق، يحول المخرج لديه إلى مجرد بطرون مغلوب على أمره، حتى يستطيع العمل في الإخراج السينمائي. وكما تعرفون، فهذه الدعايات هي دعاية لأفلام تجارية تذاع على إحدى القنوات التي يملكها حفيد جمال عبد الناصر من ابنته منى، ويقول الساخر المصري الرائع بلال فضل في هذا الموضوع: «مات جمال عبد الناصر وهو يدعو شعب مصر إلى أن يلبس مما يصنع، ويعيش حفيده من خير قناة فضائية تدعو شعب مصر إلى أن يقلع ما يلبس!» نرجع لموضوعنا، فإن الشعب المصري وقبله التونسي، والعربي عموماً، تمرد على هذا الوضع، وما عاد الفساد مقبولاً ولم يعد الرجل الذي يثري من الرشى مقبولاً اجتماعياً، كما كان قبل أقل من فصل مناخي. لن يقبل مخرج وديع بعبارة ( أيوه كده يا وديع) نهاية للنقاش، بل إنه أخرج السوط وهوى به على الرأس الفاسد الذي بدأ يصرخ ويصيح: «مش كده يا وديع»، لكن وديع .... وديعنا الجديد الذي لم يعد وديعاً إلا مع الأنقياء الشرفاء، لن يعود إلى ما كان عليه مهما كانت النتائج والظروف. (2) ما المانع من أن نطبق فكرة (كيف ترى قيادتي) ، التي نراها على مؤخرات الشاحنات وقوافل السيارات التابعة لشركة ما، ما رأيكم أن نطبقها (بلا قافية) على المسؤولين، كل حسب اختصاصه. تخيلوا معي ماذا يمكن أن يسمع هؤلاء كل يوم من الناس .... ربما منهم من لا يتأثر و»يطنش» تماماً. ومنهم من يسمع ويضحك ويسخر من الناس، لكن بالتأكيد منهم من يحاول أن يصلح نفسه قليلاً، وأن لا يتكئ على تقارير مريديه وأعوانه الذين يصورون له كل شيء عال العال وتمام التمام. تطبيق طريقة (كيف ترى قيادتي) تلغي حجة البطانة الفاسدة عند الكبار، لكنني أخشى أن تستطيع المخيلة العربية أن تبتكر أسلوباً صوتياً يجعل ما يسمعه الرئيس مما تقوله أنت، يختلف، لا بل عكس ما نطقت به، كأن تقول مثلاً: - مش ولا بد - كفاية يا ريس... - روح ادي العمرة مع زمايلك فيسمعها المسؤول بعد أن تمر على فلاتر البطانة والشركة المحتكرة للخدمة، التي بلا شك ستكون في يد غير مسؤولة .يسمعها هكذا: - رائع أنت قائد ملهم يحسدنا العالم بأكمله على قيادتك الحكيمة. - انت روعة ..عبقري ...عبهري ...نقي.. طاهر .. انت ملاك....أنت ....!! يوسف غيشان ghishan@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©