لا يزال الحديث عن الغياب الجماهيري في مدرجات دوري المحترفين هو الشغل الشاغل لدى الجميع والسؤال الذي يبحث عن إجابة، دون أن نحصل على الشخص القادر على تفسير هذه الظاهرة التي جعلت 7610 متفرجين يحضرون ست مباريات ضمن المسابقة الأقوى والتي تخص اللعبة الشعبية الأولى في العالم بشكل عام والإمارات بشكل خاص.
وفي الوقت الذي حضر هذا العدد المتواضع إلى ستة ملاعب في مختلف إمارات الدولة كانت العروض الجوية في مدينة العين تخطف الأبصار التي اتجهت إلى السماء لمتابعة الاستعراضات التي تقدمها الطائرات المختلفة والفعاليات الترفيهية المصاحبة للحدث حيث حضرها أكثر من 71 ألفاً من المتفرجين على مدى يومين بل إن عدد الحاضرين يوم الجمعة بلغ 39 ألف زائر. والسؤال هو لماذا توافدت الحشود الجماهيرية إلى مدينة العين وفضلت العوائل أن تقضي يومها بمعية أطفالها مصوبة أنظارها إلى السماء من أجل متابعة الاستعراضات المثيرة ؟، بينما هجرت ملاعب كرة القدم بكل ما تمثله مبارياتها من قيمة ومتعة لدى غالبية شعوب الأرض ؟.
وما هو العمل الذي قامت به هيئة أبوظبي للسياحة لكي تروج لهذا الحدث وتجعل الناس تحضر بهذه الكثافة؟ وهل هو نفس العمل الذي لم تقم به الجهات المسؤولة عن مسابقة دوري اتصالات للمحترفين والأندية لكي تجذب الجماهير إلى الملاعب؟ على الرغم من كونهم يمتلكون السلعة الأكثر أهمية، والتي تمثل بالنسبة للدول الأخرى الدجاجة التي تبيض ذهباً. لم أحضر استعراضات العين الجوية ولكنني علمت أن المنظمين حولوا الحدث إلى احتفالية وكرنفال وكانت هناك العديد من الفعاليات المصاحبة التي جذبت الجماهير ومنها الاقتراب من الطائرات وجلسات مخصصة للالتقاء بالطيارين، بالإضافة إلى مناطق خاصة بالعوائل وأنشطة ممتعة للأطفال. هذا جزء مما قامت به هيئة أبوظبي للسياحة من أجل جذب الجماهير للحدث، وهذه الجماهير ذهبت إلى هناك لأنها أدركت أنها سوف تقضي وقتاً ممتعاً واصطحبت أطفالها الذين لن يسمعوا كلاماً خارجاً عن النص، أو ألفاظاً بذيئة توجهها بعض الجماهير الغير مسؤولة إلى حكم مباراة ارتكب عدة أخطاء ولم يحتسب ضربة جزاء. أدركت هذه الجماهير أنها ستذهب إلى موقع الحدث وستحظى بالكثير من المتعة والخيارات المتعددة، ولن يمنعها أي شخص من الحصول على المشروبات أو المأكولات الخفيفة بحجة عدم إتاحة المجال أمامها لإلقاء العلب الفارغة والمقذوفات في أرض المكان.
في الختام:
غابت الجماهير عن مدرجات المحترفين لأنها لم تجد ما وجدته هناك في استعراضات العين.


Rashed.alzaabi@admedia.ae