منذ 28 عاماً، وهلال الإمارات يهل في كل بقعة ورقعة، ويضيء شعلة ويطفئ ظمأ، ويتجلى في المكان والزمان مناً وسلوى من أجل الإنسان ومن أجل كرامته وعزته وحريته وانعتاقه من شظف الحياة وحيف العازة. قوافل هيئة الهلال الأحمر تجوب تضاريس العالم، بناء سريرة وعين قريرة، ونفـس مطمئنة واثقـة من أن خـير الإمارات هبة الرحمـن من أجل رفع الضيم وكبـح الغــيم وإجلاء العتمة عن طريق الذين يعـانون ويقاسـون ويكابـدون، والذين أعيتهم ظـروف الحياة عن كسب لقـمة العيش الهانئة، فكان لا بد للأيادي الخيرة أن تهب هبة الناس النبلاء، وأن تمتطي أصوات الجياد للوصول إلى أقاصي القارات، حيث يئن فقراء، ويمتحن أناس في الشعثاء، ويحزن من كوتة الرمضاء. كان لا بد وأن تسرج العقول والقلوب لأجل هؤلاء لأجل إنسانية عفيفة نظيفة، يؤمها الحب، ويجمع بينها الوئام والانسجام. هيئة الهلال الأحمر كانـت اليد الطـولى في الـوصول والخطوات الأسرع في إغاثة الملهوف وإعانة المكلوف، وإنقاذ كل من افترسته المعاناة وهيضت أجنحته صروف الدهر. وإلى جانب الهبات الإغاثية فإن الهيئة عملت على الانتقال إلى مرحلة متقدمة، حيث بدأت في الكثير من المنجزات التنموية والخدمية من إنشاء المستشفيات وبناء المدارس وشق الطرق في كثير من بلدان العالم، وهذا ما أسهم في جانبي الصحة والتعليم كأهم الأسس التنموية التي تنهض بصحة الإنسان، جسداً وعقلاً. وبعد هذه السنوات من العطاء تجد الهـلال نفسها شريكاً أساسياً في مرحلة التقدم الاجتماعي والرخـاء الاقتصادي والرفاه التعليمي في جميع أنحاء العالم، لأنها الرافـد الذي غذى النهر الذي أسقى، والأرض التي أنعمت بخيرها في سبيل الحفاظ على النوع البشري بمحاربة الفقر والجهل والمرض، ومجابهة كوارث الحروب وأزمات الطبيعة من زلازل وسيول وبراكين. هذا المسعى الخير الذي يقوده سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، وبتوجيهات سامية من القيادة الرشيدة يجعل بلادنا في القامة الأرفع، وفي الوجه الأنصع، وفي العقل الأبدع أمام المشهد العالمي، وتقف في مقدمة الدول الداعمة لاستتباب العالم واستقراره وأمنه الذي لا يمكن أن يتم إلا بتكاتف الخيرين وتضامنهم لقطع الطريق أمام قوى الشر، وكبح جماحهم وإفشال مشاريعهم الشيطانية. الإمارات وبأخلاق المؤسس الباني، وبقيمه الرفيعة الشامخة تسير ضمن النهج مقتفية أثر كل السمات الرائعة، والشيم الناصعة، والسمعة الطيبة التي تطال عنان السماء. علي أبو الريش | marafea@emi.ae