لكل شيء في هذه الحياة ثقافة خاصة به، بما فيها الحياة نفسها، لها فنونها وأساليبها التي تجعل من الشخص إما في حالة فوز دائما أو في حالة خسارة .. من هو الفائز؟ ومن هو الخاسر؟ الفائز هو الذي يبني ويصحح، يعمل ويراقب، يبذل ويحصد، ينجح ويستمر في النجاح.. أما الخاسر فهو الذي يظن أنه في حالة فوز وهو في الأصل خاسر، بنى نفسه والمحيطين به ونسي الباقين، تجبر وكابر ولم ينتبه. أجدني مدفوعا للكتابة في هذه المرحلة المهمة التي تعيشها الدول العربية، عن إنجازات دولة الإمارات التي باتت نموذجا يحتذى بها بين الدول في العالم، ذلك لأن الآباء المؤسسين بنوا هذه الدولة على أسس وقيم الحب والإيثار فيها هو الجانب الأساسي، ولهذا وصلت دولتنا إلى ما وصلت إليه من التقدم والتحضر والنعمة التي حبانا بها الله عز وجل التي غمرت الإنسان في الداخل والخارج، فكان وقوف الإمارات شعبا وحكومة مع المحتاجين في جميع العالم وقفت مبادئ وأخلاق وقيم حثنا عليها ديننا الإسلامي. أقول إن الأمان الذي وفرته القيادة لنا على مدى سنوات الاتحاد تحددت ملامحه من خلال موجات البناء والتطوير والعطاء الذي استمر على مدى هذه السنوات؛ ففي الإمارات تطور مستمر في كل المجالات ويشعر المواطن والمقيم وفى حالات كثيرة أخرى بانتماء لهذه الأرض التي تعطي بغير حساب سواء على مستوى الداخل أو الخارج. ثقافة الفوز تتأكد يوما بعد يوم فلم تدخل الإمارات معركة خلال سنوات الاتحاد، إلا وفازت بها وهو ما يتأكد من علاقات متوازنة مع كل دول العالم بما فيها الدول التي لا تحمل الخير لهذه البلاد، ولأول مرة يشعر أبناء هذا الوطن بنعمة القيادة التي آمنت بشعبها فبادلها الشعب حبا بحب، وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف «من بات آمنا في سربه معافىً في بدنه، عنده قوت يومه، فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها». وها نحن اليوم ندرك قدر هذه النعمة في ظل الرعب الذي أراه في عيون أشقائنا المصريين على مستقبل بلدهم في ظل انعدام الأمن بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد، فنعمة الأمن وتأمين العيش الكريم ونعم أخرى كثيرة نستشعرها جميعا الآن، وهي النعمة التي أكدتها ثقافة الفوز التي كتبتها القيادة منذ سنوات. وخلال هذه السنوات لم تمن علينا القيادة بأنها فعلت كذا وكذا من أجل أبناء الشعب، وأنها تواصل الليل بالنهار من أجلنا، مع أننا نعرف أنها تواصل الليل بالنهار من أجل وطن يستحق أن نفديه بأرواحنا ليس فقط من خلال الشعارات، ولكن من خلال العمل على أن يستمر هذه البناء الذي أصبح مفخرة لكل العرب. إبراهيم العسم