الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحوار مع «طالبان»... مطلوب ضوء أخضر

4 مايو 2010 21:36
قد لا تفضي الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الأفغاني، إلى العاصمة الأميركية في الأسبوع المقبل إلى أكثر من مباحثات فقط من أجل المباحثات دون إحراز تقدم ملموس. وحسب مستشاري كرزاي، يبقى الهدف الرئيسي من زيارته المرتقبة للولايات المتحدة في 12 من الشهر الجاري ولقائه بأوباما، هو حشد تأييده للدخول في مفاوضات مع قادة التمرد وعقد مؤتمر سلام تم تأجيله إلى ما بعد الزيارة. ومع أن كرزاي يبدو نفسه متوجساً من صفقة سياسية مع "طالبان" لما قد تطرحه من تهديد لسلطته، إلا أن دبلوماسيين في كابول يقولون إنه مهتم بإجراء مفاوضات على نطاق ضيق مع قادة منفردين من "طالبان"، أو من "الحزب الإسلامي"، بحيث مازالت المباحثات رفيعة المستوى بعيدة المنال بسبب تعقديات الانقسام حول الموضوع داخل الحكومة الأفغانية، وعدم ارتياح الولايات المتحدة للموضوع. هذا فضلًا عن غياب ما يفيد استعداد "طالبان" نفسها للمشاركة في المفاوضات، ومع ذلك وبعد شهور من التأخير أوضحت حكومة كرزاي موقفها، مشيرة إلى خطة ذات مسارين تجمع بين التوصل إلى صفقة سياسية مع قادة التمرد، وفي الوقت نفسه استقطاب المقاتلين العاديين بمنحهم الوظائف التي توفرها المشاريع المدعومة دولياً، وهو ما عبر عنه أحد المسؤولين الأفغان البارزين بقوله: "لا يمكن تخيل مسار دون آخر، وهذا هو موقفنا الحالي". وقد ظهرت في كابول نسخة من مسودة المقاربة الجديدة التي أُطلق عليها خطة أفغانستان للسلام والاندماج، والتي من المتوقع أن تُطرح خلال مؤتمر السلام، وهي وإن كانت تنص على أهمية التسوية السياسية لإنهاء الأزمة الأفغانية، إلا أنها لا تضع خريطة طريق واضحة لبلوغ ذلك الهدف، فالوثيقة تحيل على نحو مبهم وفضفاض إلى ضرورة توفير زخم لإنجاح الحوار من خلال شطب أسماء لقادة "طالبان" من قائمة العقوبات التي صاغتها الأمم المتحدة، ومنح إمكانية العيش في المنفى للمتمردين خارج أفغانستان وباكستان. وتركز الوثيقة في مجملها على قضية إعادة الاندماج في المجتمع باعتبارها إحدى القضايا الأقل إثارة للجدل والمتمثلة في إعادة إدماج بعض العناصر ذات الرتب المتدنية في المجتمع. وبمقتضى المقترح الجديد إذا أراد أحد عناصر "طالبان" الاستفادة من العفو يتعين عليه نبذ العنف بشكل نهائي وقبول الاحتكام للدستور الأفغاني، ثم عليه الخضوع لعملية رفع بصماته، هذا بالإضافة إلى كفالته من قبل جيرانه، أو قبيلته لضمان جديته وصدق نواياه، وبعدها تأتي خطوة تعلم القراءة والكتابة وأخذ دروس في الإسلام يعقبها الحصول على عمل يدوي، وتشير الوثيقة أيضاً إلى أن عملية الترويج للخطة بين "طالبان" ستُعهد لمسؤولين محليين في المحافظات المختلفة، بحيث سينصب التركيز في البداية على المحافظات المضطربة مثل قندهار وهلمند وقندز. بيد أن المشكلة تكمن في الهوة الشاسعة بين هذه المقترحات التي نصت عليها الخطة الجديدة وقدرة الحكومة على تنفيذها، لا سيما في ظل البرامج السابقة التي فشلت الحكومة في تطبيقها بسبب نقص التمويل وسوء الإدارة وإخفاقها في إقناع متمردي "طالبان" وقف العنف والعودة إلى صفوف المجتمع،. ولتفادي مصير مشابه يتطلع المسؤولون الأفغان إلى خلق مزيد من الهيئات البيروقراطية، حيث سيتم تشكيلها، تحت قيادة كرزاي، المجلس الأعلى للسلام الذي ضم أعضاء في البرلمان الأفغاني وضباط من الجيش وربما متمردين سابقين لوضع السياسات المناسبة حول المصالحة والاندماج، وتحت هذا المجلس سيتم استحداث سكرتارية يرأسها مدير تنفيذي برتبة وزير يسهر على التسيير اليومي لعمل المجلس وينسق مع المسؤولين في حلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة. وقد تعهد المانحون الأجانب بتخصيص 160 مليون دولار لدعم جهود إعادة الاندماج، ولعل العقبة الأساسية التي قد تعطل هذه الجهود هي حالة عدم الثقة المستحكمة بين المتمردين والحكومة بعد تسع سنوات تقريباً من الحرب، هذا بالإضافة إلى أن الاندماج لن يوفر الحماية الكافية للمتمردين من رفاقهم القدامى، ناهيك عن الحوافز غير الجاذبة. وفي هذا السياق يرى "مات والدمان"، الباحث بجامعة هارفارد الذي كتب عن قضايا الاندماج، وأجرى العديد من اللقاءات مع قادة "طالبان" أن "المشكلة الأساسية التي تواجهها مساعي المصالحة وإعادة الاندماج، هي التضارب بين أهداف المقاتلين وما تعده بهم عملية المصالحة، التي تكاد تقتصر امتيازاتها على توفير فرص العمل"، في حين يقول "والدمان" إن المتمردين سئموا من حكومة تسعى وراء الربح وإقصاء خصومها، بل إنها في نظرهم حادت عن المبادئ الإسلامية، كما أنهم يعارضون تواجد ما يقارب 100 ألف جندي أميركي في بلدهم. ويخشى بعض المسؤولين الأميركيين من أن تواجه الحكومة الأفغانية صعوبة في تسويق المخطط الجديد بين أفراد الجيش والشرطة، الذين قد يلجؤون إلى قتل، أو اعتقال المتمردين المستفيدين من العفو، هذا في الوقت الذي يعارض فيه العديد من الأفغان سواء داخل الحكومة، أو خارجها مشروع المصالحة مع "طالبان"، لا سيما بعدما حذر نائبا الرئيس كرزاي، محمد فهيم وكريم خليلي، من أن احتمال تعرض الرئيس لمخاطر جمة إذ ما نجحت "طالبان" في اختراق الحكومة. جوشوا بارتلو كابول ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©