تسجل دولة الإمارات العربية المتحدة الريادة دائماً وأبداً في مواقفها، وأفعالها التي لم يسبقها إليها أحد على كافة الصعد، وهذا ليس جديداً على الإمارات، وقيادتها الحكيمة، وشعبها الأبي، فالدولة التي استدانت لكي تدعم المجهود الحربي لدول المواجهة في سبعينيات القرن الماضي، وقد تكون هذه المعلومة لا يعرفها الكثير من أبناء الجيل الحالي، لم تكن موارد النفط في ذلك الوقت كما هي، وكذلك الأسعار، والمبلغ الذي قدمه المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد رحمه الله لدعم المجهود الحربي، وكان بالملايين لمساندة الأشقاء، وقد استدانه على أمل أن يسدده فيما بعد من إيرادات النفط. الإمارات دائماً سيفها في ميادين الحق يذود عن المظلوم، ويقف إلى جانب الملهوف والمحروم والمستضعف، ولا نريد أن نذكر ميادين الخير التي أقامتها الإمارات في شتى بقاع الدنيا، ولا المواقف الثابتة التي سجلت لهذا البلد لنصرة الأشقاء والوقوف إلى جانبهم. المداخلة التي أجراها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، من مقر إقامته بفرنسا، لبرنامج العاشرة مساء على القناة المصرية، دريم الثانية، الذي تقدمه الإعلامية منى الشاذلي كان مفاجأة سارة للبرنامج أولاً، ولكل أبناء الأمة العربية الذين شاهدوا البرنامج، وسمعوا مداخلة الشيخ سلطان القاسمي، فلم يتمالكوا أنفسهم وأبكتهم كلماته الصادقة النابعة من قلب رجل عربي، تتصبب العروبة والشهامة والنخوة العربية الأصيلة من كلماته، ودرره التي أذابت القلوب، وأدمت المقل، وهزت الوجدان، وعززت مكانة وفكر وأسلوب وثقافة وعروبة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، أحد قادة الدولة، والذي نهنئه بالشفاء، بعد أن من الله عليه بنجاح العملية التي أجراها مؤخراً، ونتمنى له دوام الصحة والعافية، المداخلة كانت فياضة بالمشاعر العربية الأصيلة وبالجميل لهذا البلد الذي يحبه كل العرب مصر.. أم الدنيا، منارة الحضارة والعلم والثقافة، عندما كان الكثير من بلداننا قلة فيها من يفكون الخط، والذي تابع هذه المداخلة يشعر أن الدكتور الشيخ سلطان القاسمي وهو في باريس لم يتحمل أن يرى المجمع العلمي يحترق بما فيه من كنوز علمية وثقافية وتاريخية، وعندما لم يتمكن من التواصل مع المسؤولين لجأ إلى “الإعلام” ليقول لمصر وشعبها الكريم الأبي إننا نشعر بألمكم وما أصابكم، ونقف إلى جواركم وندعم آمالكم وأحلامكم في العيش بحرية وكرامة، وتكفل بترميم المجمع وتقديم الكتب والمخطوطات التي كان يحويها المجمع من مكتبته الخاصة. إن العمل الإجرامي الذي طال المجمع العلمي في مصر والذي يعود للعام 1798 كان يريد أن يوجه ضربة إلى تاريخ مصر وتراثها الإنساني والعلمي، وهذا عمل مدان لا يقبله أحد، ويدينه كل عربي وكل مصري شريف، مثل هذه المؤسسات والأماكن يجب أن تصان ويحافظ عليها، وليس من الثورة في شيء أن يتم مهاجمة مثل هذه المؤسسات وتخريبها، لأن ذلك اعتداء على تاريخ مصر وشعبها.