شكل الموسم المسرحي الذي تنظمه دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة بالتعاون مع جمعية المسرحيين، بوابة للأعمال المسرحية التي شاركت في أيام الشارقة المسرحية للانتشار في مختلف أنحاء الدولة، وكذلك هو فرصة قيمة وحاجة ضرورية بالنسبة لمن لديهم الشغف بمتابعة المنجز المسرحي المحلي، ولكنهم يقطنون في مناطق بعيدة عن موقع الحدث المسرحي الأكبر على مستوى الدولة وهو أيام الشارقة المسرحية، التي منها تنطلق عروض الموسم المسرحي.
لكن ما يتردد بأن ضعف أغلب العروض المسرحية في الدورة الأخيرة من مهرجان أيام الشارقة المسرحية، بات يمكن أن يهدد الموسم بالإلغاء، حيث هناك تضارب في الكثير من الآراء من قبل المسرحيين حول إقامة الموسم هذا العام من عدمه، وبحسب تقرير صحفي إخباري نشر مؤخراً، انحازت بعض الآراء مع عدم إقامة الموسم المسرحي هذا العام والاستفادة من الدعم المقدم للموسم المسرحي بالعمل على إنجاز مسرحيات تعرض في الموسم الصيفي، وكذلك يمكنها تمثيل الدولة في المناسبات المسرحية الخليجية والعربية. والآراء الأخرى كانت مع ضرورة إقامة الموسم المسرحي وذلك لأنه ارتبط مع الجمهور وهو كذلك الحدث المتمم لأيام الشارقة المسرحية المتمثل في انتشار أهم الأعمال الستة المشاركة في الأيام. كما شمل الخلاف في الآراء بين تقديم أعمال جماهيرية أو أعمال نخبوية، بمعنى أعمال تجذب جمهوراً غفيراً وأخرى تجذب عدداً أقل جلهم من المثقفين، والتي ربما لا تجذب أحداً.
مع الاحترام لكل الآراء المتباينة حول الموسم المسرحي، يمكن القول إن استمرار إقامة الموسم لهذا العام يجب أن يتم وإن كانت عدد الأعمال الجيدة التي شاركت في أيام الشارقة قليلة، ومن اليوم حتى موعد الموسم يمكن إعادة الشغل على الأعمال الأخرى التي يمكن أن تُتمم عدد العروض الستة المقرر مشاركتها في الموسم كل عام، فمن المهم أن يكرس الموسم كتقليد سنوي، خاصة ونحن في حاجة إلى ديمومة المسرح في حياتنا. وإن إلغاء الموسم لهذا العام يمكن أن ينسحب على مجمل السنوات وعلى المشروع برمته.
أما الحديث عن العروض الجماهيرية، فإن هذه الزاوية لا تتسع للحديث عن فخ ما يمكن أن نقول عليه عروضاً جماهيرية وما يمكن أن يفهم منها، وباختصار إذا كانت العروض الجماهيرية التي يتم الحديث عنها تعني مسرح التهريج والتسطيح للفعل المسرحي فمن الأفضل البعد عنه وأن يتم الإصرار على عدم حضوره في دورات أيام الشارقة المسرحية. فالتجربة الطويلة لأيام الشارقة المسرحية أنجزت فعلاً مسرحياً محلياً يقدر ويحترم وأثبت حضوره في العديد من الفعاليات المسرحية العربية والخليجية.
إن الحديث عن قلة الجمهور لا يعود لأسباب موضوع المسرحية أو إخراجها أو ممثليها، بل إن هناك أسباباً أخرى تتمثل أبرزها في عملية الدعاية والتسويق للعروض والدعم والتعاون بين المؤسسات الثقافية لإنجاح هذه العروض.
العمل المسرحي الجيد هو عمل مسرحي. والترويج للأعمال السطحية التي لا تقدم سوى التشويه للمسرح، بأنها أعمال جماهيرية تأخذ صفة القبول والرضا من قبل المشاهد، يعد استهانة واستخفافاً بعقل المشاهد.




saadj mah@hotmail.com