كيف يمكننا فهم العلاقة، علاقة الإنسان بالآخر، علاقة الأشياء مع متضاداتها ونظائرها، علاقة المخلوقات في الطبيعة مع بعضها أو علاقتها بالطبيعة نفسها، علاقة الصديق، علاقة الزوجة، علاقة المحبوبة، علاقة الأبناء، الجيران، علاقة زملاء العمل مع بعضهم، ومع رب العمل، هناك علاقات كثيرة في الحياة بعضها عمره قصير، بعضها يطول، علاقات عابرة، علاقات مصلحة، علاقات نقية، علاقات سوية، علاقات مضطربة، علاقات أحادية ومن طرف واحد، علاقات ثنائية وجماعية، علاقات عفوية، علاقات مجبر عليها، لكن هناك علاقات أزلية، ولكنها بسيطة، قد لا نشعر بحميميتها، ولا نكلف أنفسنا فهم سرها، رغم أنها من مفردات يومنا:
- علاقة المفتاح والقفل، علاقة قديمة، قد يتبدلان ويتغيران عبر الزمان، لكن ثمة علاقة أبدية لا تنفصل بينهما.
- علاقة المسمار والخشب والمطرقة، علاقة ثلاثية لا يستغني أحدهما عن الآخر.
- علاقة العين والدمع، علاقة تجمعهما في الفرح والحزن في الصدق والكذب.
- علاقة اليد والجيب، علاقة يومية، ومستمرة، ومحزنة لليد وتشعر باليتم إن خلا الجيب.
- علاقة الأصبع والخاتم، علاقة تاريخية فيها من سر القدسية، ومظهر لبيان الحال.
- علاقة السيف والغمد، مكشوفة في الحرب، وسرية في السلم.
- علاقة القلم والقرطاس، علاقة نورانية، ومعرفية لكشف مكنونات الأسرار وغموض الحياة ومتعها.
- علاقة الفقير والذهب، متضادة، وجدلية، ولا يلتقيان بصدق.
- علاقة الأذن بالقرط، والصدر بالقلادة والشعر بالجبهة، هي علاقة نسائية لها جاذبيتها، علاقة وفية لأرذل العمر.
- علاقة الموس والشعر، علاقة المشط والشعر، هي علاقة نظيفة، ومجددة لحيوية الحياة ونشاطها المفرح.
- علاقة الكتف والحقيبة، علاقة فطرية، وإن تغيرت الأمور، عادت لفطريتها، فلا يوجد مقر جميل وآمن للحقيبة إلا الكتف.
- علاقة الشفاه والحمرة، متوائمة، ومفرحة، وتؤنس الجمال.
- علاقة السكين واللحم، علاقة طرية، وقاسية، وثمة إذلال إجباري تمارسه السكين حين تمضي في اللحم دون شفقة.
- علاقة السيارة بالمرآب، علاقة مأوى، ونوع من المعروف.
- علاقة الملابس بالعري، علاقة إجبارية فرضتها الظروف المناخية، واستحبتها العادات الاجتماعية، لكنها علاقة يشوبها الملل والضجر، وثمة فرح مخفي حين يتخلص أحدهما من الآخر.
- علاقة الصبية بالنافذة، علاقة حالمة، ومسافرة باتجاه العمر الجميل، تنسيها إياها لحين أمور الحياة وتقلباتها، وحين تكبر تعود في شيخوختها للنافذة منتظرة أن تعود تلك الأيام التي مرت كحلم مسافر أو يتأخر ولو قليلاً ذاك الشبح الرمادي القادم لقرع الباب.



ناصر الظاهري | amood8@yahoo.com