الحياة موقف وحسم المواقف يحتاج إلى رجال، وعندما تمر الأحداث بلا حسم، ينفرط العِقد، وما أحوجنا آباء وأبناء إلى الحسم في حياتنا.. و»حَسَمَ» لغة: ورد في مقاييس اللغة لابن فارس أن الحاء والسين والميم أصلٌ واحد، وهو قَطْع الشّيء عن آخره. فالحَسْم: القطع. وسُمِّي السيفُ حُساماً لقطعه. ويقال حسامُه حَدّهُ، أيُّ ذلك كان فهو من القَطْع. فأما قوله تعالى: (وَثَمَانِيَةَ أيَّامٍ حُسُوماً) - «الحاقة - 7»، فيقال هي المتتابعة. الأَيام الحُسومُ الدائمة في الشر خاصةً، وعلى هذا فسر بعضهم هذه الآية ، وقيل: هي المُتَواليةُ؛ قال ابن سيده: وأُراه المتوالية في الشر خاصةً؛ قال الفراء: الحُسومُ التِّباعُ، إذا تَتابع الشيءُ فلم ينقطع أَولهُ عن آخره قيل له حُسومٌ. وقال ابن عرفة في قوله: ثمانية أَيام حُسوماً أَي متتابعة؛ قال أَبو منصور: أَراد متتابعة لم يُقطع أَوله عن آخره كما يُتابَعُ الكَيُّ على المقطوع ليَحْسِمَ دمَهُ أَي يقطعه، ثم قيل لكل شيء تُوبِعَ: حاسِمٌ، وجمعه حُسومٌ مثل شاهِدٍ وشُهودٍ. الجوهري: يقال الليالي الحُسُومُ لأنها تَحْسِمُ الخير عن أَهلها، قيل: إنما أُخِذَ من حَسْمِ الداء إذا كُوِيَ صاحبُه، لأَنه يُحْمَى يُكوى بالمِكْواة ثم يتابَعُ ذلك عليه؛ وقال الزجاج: الذي توجِبُه اللغةُ في معنى قوله حُسوماً أَي تَحْسِمُهُمْ حُسوماً أَي تُذْهبهم وتُفْنيهم ويقال سمِّيت حُسوماً لأنها حسمت الخيرَ عن أهلها. وهذا القول أقْيَس لما ذكرناه... - ويقال الحسوم الشّؤم. - وحَسَمَ الداءَ: قطعه بالدواء. ويقال: أَنا أَحْسِمُ على فلان الأَمر أَي أَقطعه عليه لا يَظْفَرُ منه بشيء. - وفي الحديث: أَنه أُتيَ بسارق فقال اقْطعوه ثم احْسِموه أَي اقطعوا يده ثم اكووها لينقطع الدم. - ومن أَمثالهم: وَلْغُ جُرَيٍّ كان مَحْسوماً؛ يقال عند استكثار الحريص من الشيء، لم يكن يَقْدِرُ عليه فقَدَرَ عليه، أَو عند أَمره بالاستكثار حين قَدر. - ويقال: اقطعوه ثم احْسِموهُ أَي اقطعوا عنه الدم بالكي. - والحَسْمُ: كَيُّ العِرْقِ بالنار.. - وقال يونس: الحُسُومُ يورِثُ الحُشومَ. - وقال: الحُسومُ الدُّؤوبُ. - قال: والحُشومُ الإعْياءُ. - والحَيْسُمانُ والحَيْمُسان جميعاً: الآدَمُ. - والحَيْسُمانُ: اسم رجل من خزاعة. ومن فرسان وشعراء الحسم عنترة العبسي الذي قال: ولَلمَـــوتُ خيرٌ للفــتى من حياتِه إذا لـم يَثِــبْ للأمـــرِ إلاّ بقائــدِ فعالجْ جسـيماتِ الأمورِ، ولا تكنْ هبيـتَ الفــؤادِ همـهُ للوســائدِ إذا الرِّيحُ جـاءَت بالجَهـــامِ تَشُلُّهُ هذا ليلهُ شــلَّ القلاصِ الطَّرائدِ وأَعقَــبَ نَوءَ المِرزَمَيــنِ بغُبــــرَة ٍ وقــطٍ قليـلِ المـاءِ بالَّليـلِ باردِ كفى حاجة َالأضيافِ حتى يريحها علــى الحـيِّ منَّا كلُّ أروعَ ماجـدِ تـــراهُ بتفــريجِ الأمــــورِ ولفِّهـــا لما نالَ منْ معروفهــا غيـرَ زاهدِ وليـسَ أخونــا عنــد شَــرٍّ يَخافُهُ ولا عنــدَ خيـــرٍ إن رَجـاهُ بواحدِ إذا قيل: منْ للمعضلاتِ؟ أجابهُ: عِظامُ اللُّهى منّا طِوالُ السَّواعدِ