أُسدل معرض سيتي سكيب أبوظبي 2010 أستاره في عاصمتنا الحبيبة مؤخراً، وسط نجاح كبير تمثل في هذا الإقبال على متابعة فعالياته والمشروعات التي تم عرضها في أجنحة الجهات المشاركة .
وقد أضفت زيارات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة للمعرض على امتداد أيامه ، أبعاداً مميزة للمعرض الذي جمع الحلم والخيال في مجسمات عبرت عن قوة وحيوية أحد قطاعات الاقتصاد الوطني ، ونعني القطاع العقاري ومقدار الثقة الموضوعة فيه والآمال المعقودة عليه.
وقد جاءت تصريحات سموه معبرة عن تلك المضامين والمعاني من جهة، ومن الجهة الأخرى حملت دعوات واضحة للشركات المشاركة والمطورين العقاريين لبذل جهود أكبر لتقديم خدماتهم بما يسهم في راحة المواطنين والمقيمين مع المحافظة على المعايير الصحية والبيئية وتحقيق سبل الأمان والسلامة”.
وأمام مجسمات صفت بعناية واحتراف في أجنحة المعرض للمشاريع المستقبلية كان الحلم والخيال يختلطان وهي تبرز مقدرة العقل البشري على الابتكار لتقديم أفضل وأجمل حلول بناء الوحدات السكنية والمناطق الحضرية.
وقد حرص سموه على محاورة المطورين والعارضين حول جديد الهندسة المدنية والمعمارية للاستفادة منها في تنفيد المشاريع الإسكانية المقبلة ، ومدى مواكبة المشروعات المعلنة لرؤية 2030.
وعندما نتحدث عن هذه الرؤية في المعرض تتجه الأنظار إلى مشاركة مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني الذي عرض وللمرة الأولى نموذجاً مجسماً يحاكي المخطط الحضري لمدينة أبوظبي العاصمة 2030. وقد تمت إزاحة الستار عن هذا المجسم الذي يبلغ حجمه 23X17 متراً ، وليشكل كما قال المجلس “لحظة تاريخية للتطلعات الاقتصادية والثقافية والبيئية والاجتماعية لأبوظبي حيث يجسد في تصميم واحد متكامل كافة المخططات الرئيسة والمكونات المتعددة لواحدة من أكثر مشاريع التطوير الحضري طموحاً في العالم”.
وكان المجلس قد فاز بجائزة أفضل مشروع سكني عن مشروع إعادة إحياء منطقة بني ياس- الوثبة (جنوب)، ضمن جوائز المعرض.
وأمام ذلك المجلس الهائل والفيلم الثلاثي الأبعاد عن صورة العاصمة في المستقبل القريب، رحل المرء بذاكرته الي الماضي القريب، ليلمس مقدار الجهد الكبير الذي بذل لتحويل الحلم الى حقيقة لأجيال المستقبل، ومتابعة أحدث مشاريع التخطيط الحضري لجعل ليس العاصمة والمناطق الحضرية التابعة فقط أفضل أماكن الاستقرار والعيش الصحي السليم، وإنما سائر مناطق أبوظبي بما في ذلك حواضر وبدع العين والمنطقة الغربية.
إنها رحلة بدأت بحلم اقترب واقعاً يفوق الخيال، والعين تتابع تلك المجسمات المتراصة التي حملت قطعها حلم قيادة حرصت وتحرص دوماً أن يكون حظ أجيال المستقبل أفضل وأكبر في رغد من العيش وبيئة آمنة مستقرة وسط تجمعات حضرية تتوافر فيها كل احتياجات الإنسان العصري.وفي ذلك يقول المجلس إنه قام بإعادة “تعريف عملية تصنيف المناطق النموذجية التي تتألف من مساحات واسعة بمنازل مفردة دون تجاهل العادات المحلية ونمط الحياة في مثل هذه المناطق”.
ويرى المجلس “ ان أبوظبي تملك اليوم كافة المقومات والتطلعات التي تتيح لها تحقيق هدفها المتمثل بأن تكون عاصمة عربية مستدامة بمعايير عالمية”.
لقد كان هذا المعرض فرصة لنا جميعاً للاقتراب من حلم جاور الخيال.

ali.alamodi@admedia.ae