نُشاهد فنفرح، ونفتخر ونقفز عندما نجد مديري استديوهات التحليل الرياضي، والمحللين، والمعلقين، ومذيعي الأخبار، ومن يديرون اللقاءات الصحفية، والنقاشات، والمداولات، والمتابعات كل هؤلاء يرتدون الدشداشة، والغترة، والعقال.
نسعد بهذه الوجوه، بسحنة الصحراء، وزرقة الماء، وصلابة الجبال، ونخوة الرجال، وطموح الأفذاذ، وابتسامة الورود على الأغصان الفارعة.. ونسأل أنفسنا لماذا لا تحذو المؤسسات، والهيئات، والوزارات، والدوائر الأخرى غير الرياضية حذو الرياضيين، الذين أخلصوا فأبدعوا عندما تبنوا أبناء “ديرتهم” واحتضنوهم، ومنحوهم الفرصة ليؤكدوا ذواتهم، ويحققوا ما يتمنونه وبكل جدارة واقتدار أزاحوا الكثير من الغبار، ومن لغط النظرة الخاطئة ومسحوا عن عيون الكثيرين غشاوة ثقافة “الأجنبي أفضل”..
الناس سواسية، والناس من مختلف الأجناس منهم من يملك القدرة، ومنهم من لايملكها، وهذه الفروق الفردية لا تقتصر على جنس أو عرق دون آخر.. الأمر الذي يجعلنا نؤمن إيماناً يقينياً بأن أبناءنا مثل غيرهم فيهم من النوابغ، وأصحاب القدرات الفائقة، ما يؤهلهم بأن يتبوأوا مناصب في جميع المجالات ويجعلهم قدوة للأجيال القادمة، ويمكنهم من تحقيق آمال وطموحات أهلهم ووطنهم..
فقط كل ما يحتاجه هؤلاء الفرص..
امنحوهم الفرصة وجربوهم وراقبوهم، وحاسبوهم بعد ذلك وأنا على يقين من أنكم لن تندموا، ولن تخسروا، ولن يؤنبكم ضمير لأن هؤلاء الشباب تعلموا واكتسبوا المهارات والقدرات وأصبحوا كغيرهم من بني البشر يملكون سلاح المعرفة في كل التخصصات، وليس في الرياضة فحسب، ولديهم الطموح، والعزيمة والإصرار، وإلى جانب كل ذلك حبهم لوطنهم وإخلاصهم له..
هؤلاء شبابنا أبناؤنا وإخواننا يجب أن نعيش همومهم، وأن نشعر بالخسارة التي يتكبدها الوطن فيما لو بقوا على الهامش متفرجين كاظمين أحزانهم ويأسهم في صدورهم..
أعطوهم الفرصة، احتضنوهم واملأوا عيونكم بابتساماتهم المشرقة وهم يحققون النجاحات والانتصار على الذات، افسحوا لهم المجال، وسوف تجدون على أيديهم خير الوطن وفخره، وعزته، وما أحلى وأجمل أن يصبح شارع المهن بأكملها ينصع ببياض الدشداشة الرافعة..
أكرموهم بالحب ولا تبخلوا عليهم.



marafea@emi.ae