يوم أمس شهدت العاصمة أبوظبي ملتقى متميزاً نظمته إدارة حقوق الإنسان بوزارة الداخلية ، وهو الأول من نوعه للمؤسسات الداعمة لحماية المرأة والطفل،. و يعد امتداداً لسلسلة مبادرات الوزارة بتوجيهات ومتابعة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الرجل الذي أرسى مفهوماً ومعنى مختلفين للعمل الشرطي والأمني، من خلال الاعتناء بالمفهوم الأشمل للأمن والاستقرار ومفرداته لتبدأ من الإنسان والأسرة.
ومن هنا جاء الاهتمام الواسع والمبادرات المتنوعة باتجاه آفاق أرحب لتعزيز أمن واستقرار المجتمع انطلاقا من صون نواته الأولى، الأسرة وتحديداً المرأة والطفل، استلهاماً لرؤى قيادة رشيدة تضع الإنسان دوماً في مقدمة أولويات الرعاية والحدب والاهتمام.
الملتقى من اسمه يهدف إلى تكثيف وتركيز المؤسسات والجهات الداعمة لحماية المرأة والطفل، وقد عرفت من خلال جلساته الأولى أن هناك أكثر من 53جهة حكومية وشبه حكومية ومنظمات مجتمع مدني تعمل في هذا الاتجاه المتوافق كليا مع جهود لا تدخر وسعاً لتطوير تشريعات الدولة من أجل تحقيق أفضل الظروف للإنسان وأسرته، والعناية بالمرأة والطفل من كافة الجوانب الصحية والإنسانية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها من جوانب تحقيق الحياة الكريمة للإنسان، والتي تحقق بناء أسرة سليمة البنيان والتكوين قادرة على أداء الدور البناء المطلوب منها في المجتمع.
ولست هنا بصدد استعراض ما دار في ذلك الملتقى والتوصيات التي خلص إليها، فذلك ما توسعت فيه التغطية الإعلامية الواسعة للملتقى المهم، ولكن ما استوقفني بالفعل حجم الإصدارات الصادرة عن مختلف الإدارات المتفرعة عن الأمانة العامة لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ومركز البحوث والدراسات الأمنية بالقيادة العامة لشرطة أبوظبي. فقد كان واضحا الحضور القوي في عناوينها لزيادة جرعات وعي المجتمع بمختلف شرائحه بحقوق الإنسان وثقافة احترام القانون في صورة تختلف 180 درجة عن النمط التقليدي السائد في مطبوعات الشرطة ووزارات الداخلية في مختلف أنحاء العالم.
إن تعزيز وعي أفراد المجتمع بالحقوق والواجبات وتعريفهم بالأنظمة والقوانين المنظمة يثمر وعياً جمعياً يدفع كل فرد في هذا المجتمع للمساهمة الفعالة للارتقاء به ودفع وتائر تقدمه نحو مجالات أوسع وأكبر.
لقد كان تعدد الحشد الذي اجتمع في الملتقى الأول للمؤسسات الداعمة لحماية المرأة والطفل، وكذلك الجهات المشاركة في المعرض المصاحب يجسد ديناميكية التفاعل مع الخطط والبرامج الموضوعة بهدف توفير أفضل مناخ للعطاء والعمل للمرأة وأيضا يحقق السلامة ورعاية الطفل بما ينعكس على كامل الصورة الزاهية التي تحققت لهذه الفئات التي تحظى باهتمام القيادة الرشيدة، ورعاية “أم الإمارات” سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك و تجلى في صورة إنجازات غير مسبوقة تحققت للمرأة في الإمارات بهذه المكانة الرفيعة التي وصلت إليها وتفوقت فيه على مستوى مشاركتها وتمثيلها في مجتمعات قبلنا.
إن تعزيز هذه المكتسبات التي تحققت للأسرة والمرأة والطفل تحديداً بالحماية المتكاملة لهما وللأدوار المأمولة منهما عبر مسيرة الإنجازات المتصلة يتم بترجمة توصيات ملتقيات كهذا الملتقى الذي رغم تسارع مداخلاته إلا أنه أرسى قاعدة صلبة لتكاتف جهود المؤسسات الداعمة للمرأة والطفل من أجل الإمارات أرضاً وإنساناً .

ali.alamodi@admedia.ae