تابعت بقلق شديد ردة فعل نادي الشباب على خسارة الكأس، ومرد القلق يعود إلى توقيت خسارة البطولة، وتأثير ذلك على موقف الفريق، مما تبقى من مباريات الدوري، خاصة أن الشباب ليس في مأمن تام من لعبة الهبوط التي تخيم عليه، وعلى فريق الإمارات، وعلى فريق النصر.
أخطر ما في هذه الخسارة توقيتها، خاصة أنها خسارة بطولة، وليست فقط خسارة مباراة.
والذي دعاني للقلق على مصير نادي الشباب، ليس فتح ملف الخسارة، ومناقشة المدرب البرازيلي بوناميجو في أسبابها، فهذا طبيعي، ولابد أن يحدث من إدارة محترمة مثل الشباب، لكن الخطر الذي هو أشبه باللعب بالنار، هو ذلك الحديث عن ضرورة إبعاد المدرب، عن صفوف الفريق، وتحميله أسباب الخسارة بالكامل.
وإذا كان لي من إبداء النصيحة في هذا الموقف، وذلك التوقيت الحساس أن يتم على الفور تجديد الثقة في قدرات المدرب وإمكانياته، لأنه أولاً من الظلم أن نحمله مسؤولية الخسارة بالكامل، فهذا ليس بمنطق، فهناك أخطاء أخرى لابد وأن تتحملها بقية الأطراف، ومن بينهم اللاعبون، دون تمييز بين محترف أجنبي، ولاعب مواطن.
كما أننا لا يجب أن نغفل ما حدث من خارج الملعب قبل المباراة، فقد كان هناك إسراف في الثقة بأن اللقب ذاهب لا محالة تجاه الشباب في إغفال حق المنافس لمجرد أنه فريق الإمارات القادم من الدرجة الثانية، والمهدد بقوة للهبوط، وقد أثبت الملعب خطأ هذه النظرية، وبخاصة في الشوط الثاني الحاسم.
من العدل الآن أن لا نبحث عن كبش فداء، وأن يتحمل الجميع المسؤولية بشجاعة في هذا الظرف الدقيق، وبعد نهاية الموسم يكون لكل حادث حديث، فالفريق لا يتحمل الآن أي مجازفة أو قرار غير محسوب قد يتسبب فيما هو أقسى من ضياع بطولة، كان يعول عليها الشباب، ويبني عليها من أجل إكمال مباريات الدوري على خير، والنظر بنظرة أخرى إلى الموسم القادم.
الذي يحب الشباب عليه أن ينصحه الآن بإغلاق ملف الكأس، فالوقت لا يسمح.
ومن غير المقبول أن نحكم الآن على المدرب بالفشل التام لمجرد أنه تأخر في تغيير لاعب أو لم يسحب لاعب آخر لم يظهر بمستواه المطلوب، أو أن نناقش مدى ما قدمه اللاعبون الأجانب للفريق على مدار الموسم عامة ومباراة الكأس خاصة، الشباب يظلم نفسه بهذه الملفات الآن حتى لو كان المدرب لا يصلح أو كان اللاعبون الأجانب في حاجة لتغيير جماعي.
أما على صعيد الجماهير الغاضبة والمنفعلة، فهذا حقها بعد أن تهيأت للبطولة، ولكن ليس من حقها أن تضغط في هذا الظرف من أجل أي تغييرات، فالمنطق لا يقول ذلك، عليها أن تتقبل الوضع، وأن تساند الفريق فيما هو أهم الآن وهو البقاء بين الكبار في دوري المحترفين وإلا ستكون كارثة !
أما بعد
من الإنصاف أن يأخذ فريق الإمارات حقه فقد كان الحلقة الأقوى في الخواتيم بعد أن ظهر تائهاً ومرتبكاً في الدقائق الأولى من المباراة، فريق الإمارات لم يكن “عيد” فحسب، بل كان كتيبة مقاتلين لديهم رغبة أقوى من منافسهم في انتزاع اللقب، وكان جماهيرياً لفتت الانتباه في العدد والعدة.. لقد ذهب الكأس إلى من يستحقه .. ويجب على الشباب إدارة ولاعبين وجماهير أن يعترفوا بذلك.


mahmoud_alrabiey@admedia.ae