الآن وقد حسم الأمر وتذيلت فرقنا الأربعة جداول ترتيب مجموعاتها في دوري أبطال آسيا، يجب أن تكون لنا وقفة ومحاسبة للنفس بعقلانية وهدوء دون أن يكون هناك أي داعٍ لجلد الذات وتحميل أنفسنا فوق طاقاتها. والنقد أنواع فيه البناء ومنه الهادم وفي مثل هذه الظروف قد تختلط الأمور، ولن يكون هناك طائل من تقاذف المسؤولية والاتهامات لأنها لن تعيد لنا شيئاً مما خسرناه.
هكذا هي كرة القدم أيامها سجال يوم لك وآخر عليك، ومثلما نتقبل الفوز فلابد أن نمتلك الجلد لقبول الهزيمة، نعم خسرنا وصببنا جام الغضب مع كل مباراة تنزل فيها أنديتنا وتخرج خاسرة المستوى قبل النتيجة، نعم لم نحقق أدنى طموحاتنا من المشاركة ولكن ما يمنحنا جرعة تفاؤل في المستقبل هو أن أنديتنا عندما خرجت من البطولة وتلاشت الضغوط ظهرت بشكل أفضل وكان الوحدة يفوز بأدنى مجهود على زوبهان الإيراني وكذلك الأهلي الذي لم يتعاف بشكل كامل ولكنه تمكن من تحقيق الفوز على ميس كرمان وهذا يعطينا إشارة حقيقية إلى أن هناك بالإمكان أفضل مما كان.
خرجنا بأربعة مراكز أخيرة النتيجة كانت معروفة سلفاً ولا حاجة للبكاء على اللبن المسكوب دعونا نأخذ من علاتنا دواء نتقوى فيه، دعونا نبني فوق إخفاقاتنا أساس نعلو به ونعود لمزاحمة الصفوة الذين أخذوا منا جولتين ولنا معهم جولات في المستقبل، فلا مجال لليأس ولا للدموع طالما الأمل في المستقبل وهو الرهان الذي يجب أن نضعه أمام أعيننا من أجل جولة قادمة نعيد فيها الكرة وهذه هي حال الكرة.
على أنديتنا أن تعيد التفكير في الأسباب التي دفعتها للتراجع وعليها أن تتدارس الإخفاقات، فلابد من وجود أخطاء أدت إلى الخروج الجماعي فهم ليسوا بأفضل حالا منا ولكننا لم نكن عند مستوى الحدث وبيدنا لا بيد الآخرين خرجنا خالي الوفاض، نعم هي ليست نهاية العالم، ولكن نحن من يجب أن نضع للفشل نهاية تكون بداية لطريق لنجاح.
كما يجب أن نعمل على الصعيد الإداري من أجل استعادة حقوقنا الضائعة من الاتحاد الآسيوي الذي يفرض على فرقنا أن تبدأ البطولة في الفترات الأخيرة من عمر الموسم وبعد أن تكون بطولة الدوري قد وصلت إلى مرحلة اللاتفريط وبعد أن يكون الإرهاق قد أخذ منها كل مأخذ.
لا للدموع ولا للحزن، فالوقت اليوم يجب أن يكون للعمل من أجل الغد من أجل المستقبل.

ralzaabi@hotmail.com