بمزيج من الفخر والاعتزاز تابع أبناء هذا الوطن الغالي مشاركة الدولة في قمة الأمن النووي التي عقدت في العاصمة الأميركية واشنطن يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين.
لقد كانت مشاركة الإمارات في هذه القمة امتداداً للدور المهم والفعال الذي تقوم به على الساحة الدولية بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وقد نجحت في بناء شبكة واسعة من العلاقات المثمرة القائمة على نهج راسخ وواضح المعالم رسمه القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه يقوم على تعزيز أواصر الصداقة والتعاون مع مختلف بلاد العالم، وعلى تبادل المصالح المشتركة والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين.
وخلال قمة واشنطن للأمن النووي أجرى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة سلسلة من الاتصالات واللقاءات مع عدد من قادة العالم وفي مقدمتهم الرئيس الأميركي باراك أوباما ونائبه جو بايدن والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك والرئيس التشيلي سباستيان بينارا ورئيس وزراء سنغافورة لي هسين لونج وغيرهم من زعماء العالم، وقد عبر الاحتفاء الدولي بمشاركة الإمارات في القمة عن المكانة الرفيعة التي تتمتع بها وتقدير العالم لمبادراتها وهي تخط نموذجاً رائداً في مجال بناء برامج الطاقة النووية السلمية لتلبية احتياجاتها من المستقبلية من الطاقة لضمان توفير احتياجات النمو الاقتصادي المتسارع الذي تشهده البلاد. وقد كان نموذجاً رائداً بكل ما تعنيه الكلمة، وهو يحظى بتقدير المجتمع الدولي الذي رأى فيه مثالاً للشفافية واعتماد أرقى المعايير العالمية في مجال سلامة المنشآت النووية عند اكتمال بناء المحطات الأربع لتوليد الطاقة النووية السلمية التي تعاقدت الإمارات على بنائها مع مجموعة من الشركات الكورية الجنوبية بقيمة 20 مليار دولار أميركي. كما كان دعم الإمارات لعدد من الاتفاقيات الثنائية والمتعددة لضمان الأمن النووي محط تقدير المجتمع الدولي، ولا سيما دعم الإمارات للمبادرة الدولية لمكافحة الإرهاب النووي وبنك الوقود النووي والذي تعهدت الإمارات بالمساهمة فيه بمبلغ عشرة ملايين دولار.
إن هذا التفاعل وكذلك التقدير الدولي الذي عبر عن نفسه في لقاءات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع زعماء العالم على هامش قمة واشنطن يترجمان بوضوح المكانة العالمية للإمارات كشريك يعول عليه ليس في مجال الأمن النووي فحسب، وإنما في تعزيز الأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي.
لقد حملت مشاركة الإمارات في قمة الأمن النووي بواشنطن إبعاداً تجسد الرؤية الصائبة والثاقبة لقيادتنا الرشيدة وهي تضع في صدارة أولوياتها تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الرخاء والاستقرار لصالح أجيال اليوم والغد، بتوفير موارد بديلة للطاقة تعتمد الطاقة النظيفة وهي تستشعر مسؤولياتها في الحفاظ على البيئة والسلم والاستقرار، وكذلك تشجيع مبادرات اعتماد الشفافية فيما يتعلق ببرامج الطاقة النووية السلمية، والتي تساعد على تفهم حق شعوب العالم في الاستفادة من تقنيات الطاقة النووية للأغراض السلمية وضمان توظيفها لصالح رخاء وازدهار شعوب تتوق للاستقرار لتمضي باقتدار في مساراتها التنموية الحقيقية.

ali.alamodi@admedia.ae