إعادة ترتيب الجسد وتوظيف معالمه وقواسمه تبدو في زمننا هذا مسألة في غاية الصعوبة والخصوبة في الصرف والغرف من جيوب لا تحتمل إعادة إصلاح العيوب والثقوب.
الله جميل ويحب الجمال وهذا أمر لا جدال فيه وحسن الصورة جزء من حسن الخلق ولكن عندما يكون التجميل تحميل الإنسان ما لا يحتمل وتكبيله بقيود المصاريف، إضافة إلى ذلك ما ينتج عن وسائل التجميل من مستحضرات ولوازم تشكيل الجسد إلى غير أصله وفصله من أمراض وعلل مستعصية وقاسية تكلف الإنسان أثماناً باهظة في صحته وعافية جسده.
وفي الدراسة التي نشرتها “الاتحاد” للدكتور إبراهيم كلداري أستاذ الأمراض الجلدية في كلية الطب في جامعة الإمارات واستشاري بمستشفى توام قال، إن معدلات الإنفاق على تجميل الجسد في الإمارات بلغت من 20-30 % من مصاريف الشهر..
وكشف الدكتور إبراهيم عن وجود مستحضرات تجميل عشبية مضرة، قادمة من الفلبين والهند ولبنان تضم الزئبق والرصاص والزرنيخ والسيليكون، تؤدي إلى أمراض خطيرة مثل الفشل الكلوي وفيروس الكبد.. ما قاله الدكتور كلداري كرجل متخصص ويتكلم كلاماً علمياً لا يحتاج إلى تأويل أو تفسير أو جدل، هو إنذار وتحذير لمن يهمه الأمر.
وأشار بالأصبع إلى من له علاقة بمواجهة هذا الداء العضال وهي وزارة الصحة ولكن يجب أن نكون صريحين وواضحين، أن اليد الواحدة لا تصفق وأن الوزارة مهما عملت واجتهدت وبثت من برامج التوعية لن تفلح جهودها إذا لم يقابل هذا الجهد جهد مساوٍ له في القوة والاتجاه من قبل الناس الذين هم صلب المشكلة و أساسها ورأسها وغرسها.
دور مهم وكبير يعلق على أولياء الأمور في توعية الأبناء وبخاصة الفتيات الصغار اللاتي يستهوين مثل هذه الألوان الزاهية وهن تحت ضغط الرغبة في تشكيل الوجوه من أجل التميز والتفرد ولفت الأنظار وأن تكون الجهود منصبة على أن هناك طاقات أخرى لدى الفتيات يمكن أن تفجر ويمكن أن تأتي بالخير لهن وتجعلهن متميزات يشددن الانتباه إلى من يردن أن ينتبه إليهن.. أتمنى أن تكون هذه الدراسة حاضرة في كل بيت ومحفل ومؤتمر ومحاضرة.. لأهميتها القصوى.


marafea@emi.ae