أجمل شيء في الكرة أن تنتمي للأجمل.. أن تحلق مثل الفراشات في حديقة الساحرة المستديرة، وإذا ما كانت إحدى فرقنا المحلية تلعب في بطولة خارجية، فإنها تتحول أمام ناظريك وكأنها «الأبيض»، فلا مجال لانتماءات فرعية أو ميول أياً كان نوعها، وهذا ما حدث وأنا أتابع مباراة الوصل أمام شقيقه قطر القطري في ذهاب الدور النهائي لبطولة أندية التعاون بالدوحة، وهي المباراة التي انتهت بتعادل طيب وثمين لممثلنا قد يكون دافعاً كبيراً له في لقاء الإياب يوم 27 الجاري باستاد زعبيل، بالرغم من أن المباراة ستقام بدون جمهور.
وأكثر ما لفت نظري وحرك مشاعري، هي هذه الصورة التي رسمتها جماهير الوصل في ملعب المباراة، بعد أن تكبدت عناء السفر خلف معشوقها «الوصلاوي» لترسم هناك لوحة، ربما لا نراها أحياناً في ملاعبنا، وهذا هو المحك الحقيقي للانتماء، والمعيار الحقيقي للحب والمؤازرة.
والحقيقة أن جماهير الامبراطور تمثل حالة خاصة في ارتباطها بناديها، فهي جماهير «صابرة»، وأياً كان وضع فريقها، فهي معه في السراء والضراء، وإن حدث ونفد صبرها وعاتبت، أو غضبت، فهو عتاب المحبين، وغضب الغيورين على ناديهم، وفي منتداهم يمكنك أن تلمس هذه الروح، كما تلمس معها حالة سلام ومحبة وتقدير لكل الأندية الإماراتية، وهي حالة مردها إلى طبيعة هذه الجماهير التي تقف خلف فريق له تاريخه الأصيل في أنصع صفحات الكرة الإماراتية.. هذا التاريخ الذي منحها إحساساً بالثقة والرضا.
وكلي ثقة أن كل جماهير الوصل ستكون خارج ستاد زعبيل، كمن ينظر من ثقب الباب، يراقب حلماً حتى يتحقق، وحسناً فكرت إدارة النادي حين أعلنت عن وضع شاشات في الملاعب الفرعية بالنادي لتتابع الجماهير المباراة من خلالها، وعندها سيصل هدير الآلاف التي أتوقع ذهابها إلى هناك، للاعبين في الملعب وسيكون له مردوده عليهم.
بقي على الفريق أن يستوعب درس نصف النهائي، والدرس الذي أعنيه أنه عاد من الرياض بأمل ضئيل، لكنه كافح حتى نال التأهل، وهكذا قد يكون قطر القطري، وهو ما يعني أن الوصل يجب أن يمسك بزمام المبادرة من البداية، وأن يلعب المباراة بتركيز شديد وينسى تماماً نتيجة الدوحة، فليس لدى قطر ما يخسره وهكذا يجب أن يكون «وصلنا».
لن نتذكرك يا “عواد” ولن نتذكر القلة التي خرجت عن النص، وسنذكر شيئاً واحداً وهو أن نكون على الموعد وأن لا نفرط في اللقب الذي لاح من قريب.. وبات قاب قوسين أو أدنى من بيت “الامبراطور”.
كلمة أخيرة
من الأبيض في “خليجي 18”.. إلى الأصفر في “خليجي25 “... دعونا “نبيض الويه “ ونودع الأحزان.

mohamed.albade@admedia.ae