عندما تهطل المزن بماء البَرَدْ، تتبدد أشياء من الأفئدة، وتتجدد أشياء في الروح، وتستعيد الذاكرة خلود ما قد كمن في النفوس، من مناقب المؤسس والباني المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وعلى العهد ترتسم الأحلام الجميلة، والسجايا النبيلة، على يد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، والساعد والمعضد ولي العهد الأمين الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يمضي قدماً في تأكيد ما قد ثبتت أصالته في الوجدان الإماراتي، في زيارة حميمية تنصع ببريق المحبة، مرصعة بمشاعر الصحراء السخية العطية الأبية، زيارات لها المعنى في التواصل ما بين القيادة والشعب، ولها المغزى في المحسنات البديعة التي تتحلى بها لغة التلاقي والتساقي بماء البَرَدْ وطعم الشهد. ففي الصورة، نقرأ ملامح المشهد الإنساني والموقف الحضاري الذي تتبناه القيادة، وتكريس ثقافة الابتسامة المنشرحة، والكلمة الطيبة التي تبقى دوماً شجرة وارفة جذورها في الأرض وفرعها في السماء. علاقة سوية بسواء سياسة الحكم التي تتخذ من الإنسان محوراً، ومن العلاقة معه جوهراً، ومن الانتماء إلى الكل قمراً تستنير به، وهي ذاهبة إلى الأفق من أجل قطف ثمار المجد وملامسة سقف النجوم. زيارة محمد بن زايد إلى أهله وبنيه، هي الإشارة الضوئية الخضراء، معها ينفتح موكب الحياة، وينشرح طريق الطموحات الكبرى، والأهداف العظيمة. في الإمارات، السياسة ثقافة الإنسان في سلسلة ذهبية، مرصعة بالقناعات الذاتية، منمقة بخرز الإرث الذي يكمل حلقاته دون استثناء. نرى محمد بن زايد في صورة خليفة، ونرى خليفة في صورة زايد، فالجذر واحد، والسمات الأخلاقية بأبعادها الإنسانية تضعنا أمام ملحمة من الإنسانية الاجتماعية التي تتصل ولا تنفصل، ورابطها هو هذا الحب الكبير الذي نشأت عليه الشيم، وترعرعت بقوته القيم حتى استطاعت القيادة الرشيدة أن تؤسس تاريخاً على الجغرافيا بمناخ معتدل، يزهر ويثمر إنساناً سوياً معافى من أي خلل أو زلل. قيادة رسخت القناعة بأهمية الإنسان، فنشأ هذا محباً، متفانياً، عاشقاً لأرضه وقيادته بعفوية الفطرة، ومن دون تدبر الأيديولوجيا، أو تبصر النظريات الغارقة في أتون التأليف والتكليف. هذه الزيارات هي الإسراء إلى القلوب مباشرة، والمعراج إلى العقول، ما يجعلها المنطقة الوارفة التي تستريح على أرضها النفوس، وتحلق الأحلام بأجنحة الفرح، مستفيضة في شرح الآمال العريضة، والأمنيات الكبيرة. زيارات تحصد ثمار تقليد قديم يتجدد، وجديد يحتفي بقديمه، ولا تتوقف عقارب الساعة في الإمارات طالما الدورة الدموية تتدفق بدماء من يحرقون أصابعهم لأجل إضاءة الطريق لأبناء الوطن وإسعادهم. علي أبو الريش | marafea@emi.ae