خبر قصير ومقتضب صدر من اتحاد الكرة تضمن مجموعة من العقوبات التي فرضتها لجنة الانضباط في الاتحاد تجاه مجموعة من لاعبي المراحل السنية في أندية مختلفة تعكس واقع غير مشرف ووضع مائل يعاني منه هذا القطاع، هو خبر قصير ولكنه يحمل الكثير من الشجن ويثير في النفس الحزن مما يجري ويحدث في القطاع الأهم في كرة الإمارات حيث يتم اعداد الجيل القادم من اللاعبين الذين سيحملون لواء الكرة الإماراتية في مستقبل الأيام.
مضمون الخبر هو قيام لجنة الانضباط بفرض عقوبات غرامة وايقاف على اللاعبين الصغار، أما أسباب العقوبات فهي متفاوتة بين اعتداءات متبادلة وألفاظ بذيئة ولاحظوا أننا نتحدث عن لاعبين تقل أعمارهم عن 17 سنة أي أنهم أطفال حسب تصنيف المنظمات الدولية ومع ذلك يتعاركون ويتشاتمون بألفاظ بذيئة دون أن يجدوا من يقوم بتوجيههم، وهذا الأمر يفتح ملفات شائكة حول أهلية الإداريين في هذا القطاع للقيام بأدوارهم في قيادة هذا القطاع المهم والحيوي.
هل وجد النشء في إدارييهم القدوة الصالحة وهل وجدوا مربيين أفاضل يعلمونهم أن الرياضة أخلاق قبل أن تكون فوز وخسارة، وهل يزرع المدربون في عقول هؤلاء اللاعبين ضرورة التحلي بالروح الرياضية قبل ان يعلموهم كيفية تطوير قدراتهم الكروية.
صراحة أشك في ذلك ولو وجد هؤلاء الصغار في أنديتهم من يردعهم لما سمعنا بمثل هذه العقوبات المبنية على ما حدث من تصرفات يندى لها الجبين لو صدرت من الكبار فكيف هي الحال عندما تصدر من اولئك الصغار.
هذه العقوبات يجب ألا تمر علينا مرور الكرام بل يتوجب علينا فتح الملفات لكي نعرف أين يكمن الخلل، فيجب أن نعيد تعريف المدارس الكروية والأشخاص الذين يتحملون مسؤولية الأجيال القادمة، فليس كل لاعب خدم النادي أو تربطه علاقة جيدة بالمسؤولين يملك القدرة على إدارة العمل في هذا القطاع أم أن الموضوع هو ترضية يكون ضحيتها جيل قادم من اللاعبين.
والسؤال هنا هل تقوم إدارة النادي المعاقب بإجراء تحقيق حول العقوبات التي تفرض على النادي أم أنها تكتفي بالتوقيع على “الشيكات” وتسير على مبدأ عفا الله عما سلف، الموضوع خطير ويحتاج إلى قرارات جوهرية لتعديل الوضع المائل حتى لو كانت بإبعاد اللاعبين المشاغبين والذين يفتقرون إلى الأخلاق نهائياً وكذلك نطالب لجنة الانضباط بتوقيع عقوبات مغلظة ومضاعفة على الإداريين في تلك الأندية، فالقاعدة تقول إذا صلح الرأس صلح الجسد.


ralzaabi@hotmail.com