كانت ليلة أمس غير عادية.. بعد أن ازدانت أبوظبي بحفل تكريم الرياضيين من أصحاب الإنجازات، وباتت الإمارات كلها ليلة عيد حقيقي، وهي تحتفل بمكرمة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، خاصة أن المكرمين الذين بلغ عددهم 234 مكرماً يمثلون شرائح رياضية تتشعب في كل ربوع إمارات الخير والإنجاز، مثلما تتشعب اللآلئ، وهؤلاء المكرمون، هم حسب ظني مصابيح تنير لبقية الرياضيين دروب التفوق والعمل، وليس أفضل بالنسبة إليهم من تكريم يحمل اسم صاحب السمو رئيس الدولة ويرعاه سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة.
وتأتي النسخة الرابعة للاحتفالية السنوية وسط طفرة حقيقية.. ربما لم نشعر بها، ولم نتوقف طوال العام الماضي عندها كثيراً قبل أن تبرزها الأرقام والإحصاءات الرسمية التي أعلنتها الهيئة العامة للشباب والرياضة، بعد أن حقق رياضيونا المتميزون، خلال العام 2009، مايوازي إجمالي عدد الميداليات التي حصدتها الاتحادات خلال الأعوام الأربعة السابقة، وهو مؤشر جيد يثلج الصدر، ويسعد كل محب لوطننا الغالي الذي يخطو بثبات على كافة المستويات، مسطراً أمجاداً في أكثر من صعيد، في ظل قيادة محبة لشعبها، طامحة إلى كل ما فيه رفعته وتفوقه.
ولاشك أن “عيد الرياضيين” الذي تبلغ جوائزه هذا العام10 ملايين درهم، والذي ينتظره الرياضيون بشغف وترقب وجهد مضاعف، كانت له انعكاساته على جموع المنتسبين إلى الاتحادات الرياضية، والقارئ لأرقام وأعداد الميداليات والإنجازات، لابد أن يلحظ طفرة في السنوات الأخيرة، مردها المهم من وجهة نظر كثير من المتابعين، إلى هذه اللفتة الكريمة التي كانت بمثابة رسالة إلى كل العاملين في الحقل الرياضي بأن ربان السفينة يتابعهم ويراقبهم ويحتفي بالمجيد منهم، ويكرم كل من يقدم للوطن إنجازاً يرفع رايته في أي محفل.. دولياً كان أو خليجياً أو آسيوياً.
كما كان للمكرمة السامية أثرها البالغ في روح التنافس بين الرياضيين، وهو التنافس الذي تظهره مراجعة أسماء المكرمين في كل عام، فهناك من يطمح إلى الوجود على المنصة في كل عام، طالما أنه مازال قادراً على العطاء وعلى التألق، وهناك من يزاحم الصفوف ليطل على المشهد المضيء في احتفالية العام، ومثل هذا التنافس هو من الميزات الكبرى التي أوجدتها المكرمة، لتستفز الطاقات وتستحث الطامحين للتألق، وتقدم له أرفع تكريم وأغلى وسام.
وبكل تـأكيد المكرمة السامية ضاعفت من عطاء كل مجتهد، ودفعت كل مجد وعاشق للنجاح إلى المزيد والمزيد، لأنه يعلم أن عيناً تراقبه.. وتسعد بالإنجاز وتكافئ عليه.. هي “عين الوطن” الذي أعطى الكثير، ويستحق منا أن نبذل كل غال من أجل إعلاء رايته في شتى المحافل، ودام عيد الرياضيين يوماً للحصاد الوفير والميداليات والإنجازات والانتصارات.
كلمة أخيرة
أمس كان عيداً لوطن كل أيامه أعياد


mohamed.albade@admedia.ae