فعلها الوحدة وتغلب على العين في عقر داره وأنجز المهمة لينفرد بالقمة، وتساقطت أوراق الفرق تباعاً من شجرة المنافسة وظلت ورقة الوحدة ثابتة متشبثة في أعلى نقطة من جدول الترتيب.
أؤمن كثيراً بالمنطق ومن هذا المنطلق يبدو لي أن الأمور قد حسمت ولا تظهر أمامي بوادر المعجزة المنتظرة التي قد تحرم الوحدة من لقب الدوري والدرع الرابعة التي ليست على الأبواب فقط، بل دخلت ووضعت قدماً أولى في القلعة العنابية.
من حق جماهير الوحدة أن تعد العدة وأن تبدأ في التجهيز لاحتفالات صاخبة فرحاً بعودة ميمونة لهذه الدرع بعد غياب استمر خمس سنوات كانت ثقيلة على الفريق وعشاقه ومحبيه فقد كانت سنوات عجافاً، كانت جفافاً واليوم تعود الأفراح والليالي الملاح.
في آخر جولتين خسر العين مباراتين وتعادل الجزيرة في مثلهما ووحده الوحدة الذي حصد العلامة الكاملة وخدم نفسه بنفسه ليوسع الفارق بينه وأقرب المطاردين إلى خمس نقاط، ولم يعد متبقياً من عمر الدوري سوى أربع جولات.
إذن هو المنطق يتحدث عن نفسه وهي العدالة فمن الظلم أن يذهب اللقب لغير الوحدة وهو الذي كان الأكثر جدية وتعامل مع البطولة بمنتهى الواقعية، بينما لم يقنعنا أي من المنافسين فالجزيرة اكتفى بدور أول متميز وعادت لعنة الأمتار الأخيرة لتصاحبه من جديد، أما العين فهو يحتاج إلى الكثير من العمل والمزيد من التدعيم قبل التفكير في استعادة درع الدوري ليس هذا الموسم بل وفي المواسم المقبلة ولذا من غير الوحدة يصلح أن يكون عريس الموسم.
ولغة الأرقام لا تكذب عندما يحاول الناس اللعب بتفاصيل الصورة ومن راقب المشهد في الفترة الماضية سيدرك أنه بينما تتجه المسابقة نحو خط النهاية كان المنافسون يتساقطون وكانت الفرق تبتعد ووحده الوحدة يحافظ على رباطة جأشه يقترب من اللقب والتاريخ يقول إن الوحدة عندما يفوز باللقب لا ينتظر حتى النهاية فهو يفضلها مبكرة ويحول الجولة الختامية إلى احتفالية عنابية وحدث هذا في المرات الثلاث السابقة، وها نحن على مشارف الرابعة ولعل الغد لناظره قريب.
نعم حسابياً لا تزال هناك 12 نقطة حائرة في الملعب ولكن عفواً يا كرة القدم فلن أتعامل معك هذه المرة بنصوص الإنشاء والكلام المكرر، فالموضوع بالنسبة لي مسألة وقت لا أكثر، جهزوا الزينة وأعدوا للاحتفال العدة، فعرس الموسم بات قريباً ومكانه في مقر نادي الوحدة.

ralzaabi@hotmail.com