كثيرة هي الحوادث المرورية التي تقع في شوارع إمارة رأس الخيمة لا يكون سببها المباشر السائقون، وإنما تكون راجعة إلى عيوب وأخطاء كبيرة في الشوارع ذاتها، حيث التخطيط غير السليم فيها ناهيك عن الحفر التى لا يخلو منها شارع.. وأبرز تلك الشوارع شارع الوكالات ابتداء من إشارة تقاطع الكنتاكي وحتى الدوار المؤدي إلى طريق الإمارات، فالشارع الذي كان قبل سنوات طريقاً رئيسياً يربط رأس الخيمة بأم القيوين وعجمان، بات الآن شارعاً داخلياً، وكل من يعيش برأس الخيمة يعرف ذلك باستثناء القائمين على إدارة المرور والأشغال في رأس الخيمة، فهم يرونه شارعاً خارجياً «هاي وي». لقد تسببت «فتحات الخوف»، أو الموت، كما يحلو للناس أن يسموها على هذا الشارع في العديد من الحوادث المرورية القوية، راح ضحيتها الكثير من الأبرياء باعتبار أن طول الشارع لا يتجاوز الأربعة كيلو مترات، وفيه خمس فتحات تمثل مصائد موت على الطريق للذين يحاولون الدوران والرجوع إلى الخلف من جديد، والمراقب للتطور السريع الذي تشهده شوارع الإمارة، لاسيما هذا الشارع الحيوي بالذات، يرى ضرورة أن تقوم إدارة المرور والترخيص وإدارة الأشغال في رأس الخيمة بسرعة لتخطيط وإعادة مفهوم الشارع في فكر الناس، أولاً من خلال التوعية المرورية، وثانياً من خلال إعادة رسمه مرورياً بإقامة تقاطعات ومطبات اصطناعية وإشارات ضوئية تساهم في الحد من هذه الحوادث القاتلة، وضمان الأمان والإنسيابية لمستخدمي هذا الطريق الحيوي. شارع الوكالات الذي كان شارعاً خارجياً قبل سنوات لم يعد كذلك حيث شهد تطوراً ملحوظاً خلال الفترة الماضية، فيما يقارب 70% من شباب الإمارة تم منحهم قطع أرضٍ سكنية في منطقة الظيت الجديدة، مما يعني أن أحياء كثيرة و«بلوكات» تم تقسيمها من قبل دائرة الإراضي بالإمارة إلى «9 بلوكات» حتى الآن، أضف إلى ذلك إنشاء فنادق ومراكز ومحال كبيرة الحجم على طول الشارع الممتد، بالإضافة إلى الإدارة العامة لشرطة رأس الخيمة وإدارة المرور والتراخيص، ومن قبل جميع وكالات السيارات في الإمارة إلى جانب عشرات المشروعات التى أقيمت فى منطقة الجزيرة الحمراء والمنطقة المقابلة للمرور. باختصار شارع الوكالات لم يعد طريقاً خارجياً، لكنه طريق داخلي حيوي تصب فيه العديد من المسارات فكل المشروعات الجديدة التي شهدتها رأس الخيمة خلال السنوات الخمس الماضية قريبة من هذا الطريق، والحل إعادة تخطيط الطريق أو إغلاق الفتحات، أو أن تقول لنا إدارتا المرور والأشغال ما هو المقصد من هذا العذاب الذي يتكبده مستخدمو هذا الطريق يومياً. لقد تناولت «الاتحاد» عيوب هذا الطريق ومخاطر الفتحات أكثر من مرة خلال العامين الماضيين، ووعدنا المسؤولون بالحل، لكن يبدو أن الحل عندهم أن تبقى الحال على ما هي عليه؟