الأمر برمته من البداية إلى النهاية يبدو مخجلاً !

في اللجنة التنظيمية لبطولة أندية التعاون قالوا بالأمس سنلغي كل ما سبق .. سنجتمع من جديد .. سنسحب ملف القضية من الفيفا .. قلنا لماذا ؟ قالوا سامحونا الموظف أخطأ !!

قلنا وما الخطأ ؟ قالوا لقد أوعز لنا أن القرار لابد وأن يؤخذ بالإجماع ثم اكتشفنا أنه من الممكن أن يؤخذ بالأغلبية !

أتحدث بالطبع عن “ قضية القضايا “ التي كانت شغل الإعلام الخليجي كله في الأيام الماضية لدرجة تهديد بعض أصحاب الآراء بالقتل ولا تتعجب .. هذه هي أحوالنا وهذه هي ثقافتنا والله المعين !!

القضية مباراة في كرة القدم في بطولة “ وهمية “ كان طرفاها الوصل الإماراتي والنصر السعودي وحدثت فيها مشكلة بين معالج الفريق السعودي وجماهير الوصل التي عاقبته بالضرب إثر إشارة فاضحة، والواقعة ورغم رفضنا لها وإدانتها تم تداركها في الملعب واستكملت المباراة وفاز الوصل .. وكتب الحكم تقريره وأدان الطرفين .. واجتمعت اللجنة الموقرة لتوقيع عقوبة على كل من أخطأ بعيدا عن نتيجة المباراة كما تقتضي لوائح الدنيا كلها .. وفوجئنا بضغوط هائلة تتعرض لها اللجنة من الجانب السعودي من أجل التلاعب بنتيجة المباراة.. وكانت المفاجأة المحزنة أنهم لم يتفقوا.. وأحالوا الأمر للفيفا لكي يحكم في لا شيء ..! فلا الواقعة تستحق، ولا البطولة لها سند أو شرعية، لأنها بطولة إقليمية “ مالهاش لزمة “!

وبصرف النظر عن أي قرار يتم اتخاذه فأنت لا تملك إزاء هذه الواقعة إلا أن تبدي خجلك وتعلن الحداد على أحوالنا وعلاقاتنا وإعلامنا ولوائحنا ولجاننا وبطولاتنا الوهمية التي آن الأوان لكي تذهب بلا رجعة !

هل تريد أن تتعرف على عناوين الخجل دون الدخول في تفاصيل:
المشهد الأول: معالج عربي يثير الجماهير بإشارة من النوع الفاضح جدا!

المشهد الثاني: نزوح وهرولة من الجماهير إلى الملعب تجاه صاحب الإشارة لتأديبه!

المشهد الثالث: إعلام فضائي يثير الجلبة .. يخلط الأوراق .. يثير الشعوب .. يؤجج العصبية .. لا يبحث سوى عن منطق الفوز والخسارة !

المشهد الثالث: جماهير منفلتة .. تتوعد بعض الذين يتحدثون بالعقل بالموت والقتل !

المشهد الرابع: لجنة تعاونية تجتمع وتعلن فشلها الذريع .. وتحول الفضيحة إلى الاتحاد الدولي !

المشهد الخامس: تلبيس القضية “ للموظف “ الذي فسر اللوائح بالخطأ .. وإذا كان هذا الموضوع صحيحا .. فالمصيبة أعظم !

أما بعد
هذه هي أحوالنا .. المشهد يتحدث عن نفسه .. والحل يحتاج لأجيال جديدة وزمن طويل ومفاهيم أخرى غير عدائية .. أما الحل الآني فأراه في الإقلاع الفوري عن تعاطي هذه البطولات الوهمية العنترية التي أصبحت جالبة للوجع ومثيرة للأحزان والشفقة .. انسحبوا أرجوكم وبلا تردد .. والله المستعان .


mahmoud_alrabiey@admedia.ae