تمخض الجبل فولد فأراً، وبالمناسبة هو ليس جبلاً، ولكن هذا أقرب مثل، وبعد أن اتفقوا على ألا يتفقوا، قرروا إحالة الملف إلى “الفيفا” الذي لا يقيم وزناً لمثل هذه البطولات، فكان القرار تحويل الملف إلى من لا يعنيه الأمر من قريب ولا بعيد، ولعلي أتخيل شكل الشخص المسؤول في “الفيفا” عندما يتسلم الملف ويطلع عليه ويهز رأسه ليحدث نفسه بصوت عال ويردد “وأنا مالي”.

فإذا كانت اللجنة لا “تحل ولا تربط” ولا تملك “الخيط والمخيط” وليس بيدها “مفتاح العريش” إذن لماذا اجتمعت لأكثر من أربع ساعات؟، فأضاعت وقتها ووقتنا، بعد أن عشنا لحظات من الإثارة ولكن يا خسارة، فاللجنة “لا تهش ولا تنش”، ولم يكن هناك جدوى من الاجتماع طالما استحال تحقيق شرط اتخاذ القرار وهو الإجماع.

حسب المعلومات الواردة كانت الأمور تصب لمصلحة الوصل من تقرير الحكم إلى المراقب وحتى اللوائح كانت في صفه، بل الأشد غرابة أن الاحتجاج النصراوي كما نما إلى علمنا تم تقديمه بعد انتهاء الفترة المحددة ودون تسديد رسومه، ولكن هل تعلمون ما الذي قلب المسألة رأساً على عقب؟، إنها الوقفة الغاضبة من المسؤولين السعوديين والأندية هناك، التي أعلنت مساندتها لابن جلدتها، وكان أشهرها، موقف رئيس نادي الهلال الغريم التقليدي الذي أعلن تضامنه التام مع النصر واستعداده لأي قرار جماعي بالانسحاب من البطولات الخليجية في حال تم اتخاذ قرار لا يكون في مصلحة النصر فساروا على مقولة “أنا وأخوي على ابن عمي”.

ولكن ماذا عن نادي الوصل أو ليس له إخوة يتقوى بهم في مواجهة أولاد العم، فلماذا الصمت؟ ولماذا يتركون الوصل وحيداً يحارب بمفرده؟، فلم نر أي وقفة من أي مسؤول تضامناً مع ممثل الوطن، فيجب أن يكون لنا موقف جماعي لتأكيد أحقية ممثلنا في كسب القضية.

فالأمر لا يخص الوصل وحده ولكنه يخصنا جميعاً وأي قرار لن يكون في مصلحة الوصل سوف يعني أن الإمارات بأكملها خسرت القضية وحينها سنعرف أننا لا نخسر في الملعب فقط ولكن خارجه أيضاً.
نحن بحاجة للتكاتف ولتطبيق مثل “أنا وأخوي على ابن عمي” كما يفعلون ولا يمكن أن ننسى الإشادة بموقف “السمي” راشد الزعابي عضو الإمارات في اللجنة الذي قاتل بكل قوة ولكن لوائح اللجنة العجيبة كانت أقوى، وفي الختام أقول لا خير في لجنة تجبن تحت تأثير الضغوط ويحركها الأشخاص كالدمية بواسطة الخيوط.


ralzaabi@hotmail.com