بدأت بعض المطارات الأوروبية تطبيق نظام الكشف العاري لكامل الجسم الإنساني في مطاراتها، وسبقتها المطارات الأميركية لمثل هذا التفتيش، إن لم تكن من اخترعته لبعض الجنسيات، وللعرب وللمسلمين النصيب الوافر من هذا التفتيش بحكم إدراج دولهم في الموضوع، وهو أمر يزعج الإنسان العادي، فما بالك بالمتدين، خاصة أن الكاشف الإلكتروني، ينتهك الخصوصية، ويعري الجسد الذي يعد في كثير من الثقافات بمثابة المقدس، وعلى الرغم من التحجج بالأمن القومي، وسلامة المسافرين، وأمن المطارات، وخنق العمليات الإرهابية، إلا أنه يمثل خرقاً عنصرياً، وتفرقة بين الناس في المعاملة، وهذا ضد بعض الدساتير المحترمة في أميركا وأوروبا، ثم أن من ألقي القبض عليهم بتهم التخريب والإرهاب في أمريكا وأوروبا عادة ما يكونون من جنسيات أوروبية أو حاملي الجواز الأميركي أو البريطاني، وبعضهم من ذوي الاختصاصات العلمية العالية.

كان يمكن أن يضيق على الإرهابيين بطرق أخرى مختلفة، كضبطية الجوازات المزورة والتحقق من مصادرها، متابعة الإرهابيين في أوكارهم النائمة، تجهيز المطارات بمشروع وقائي أمني غير منظور، أما التفتيش العاري ففيه إذلال للإنسان، وامتهان لآدميته، ولو طبقنا نحن العرب النظام نفسه بحق بعض الجنسيات الأوروبية التي كشفتها شرطة دبي في عملية اغتيال المبحوح، وأدرجت هذه الجاليات الأوروبية ضمن القوائم السوداء، ويمكن أن نضيف الجنسية الأميركية في حال ثبت لنا أن أميركياً حاول أن ينضم للإرهاب، لأن من يفجر أوكلاهوما يمكن أن يفجر أي بنيان آخر، هذه القائمة العربية، ويمكن للصين كدولة عظمى أن تضع قائمتها، وأستراليا لها قائمة أخرى، وهكذا سيصبح التفتيش العاري على الجميع وفي كل المطارات، كان أول من سيحتج عليه الأوروبيون والأميركيون باعتبارهم شعوباً حرة، وتعني لهم الحرية والخصوصية الشخصية والإنسانية وكرامتها شيئاً كبيراً، قد لا يعنيهم التعري فقد يمارسونه بحريتهم وفي ساعة غضبهم أو فرحهم كجزء من التعبير عن النفس، ولكن لا يجبرون على عمل استعراضي جنسي أمام موظف المطار، تماماً مثلما يمكن للأوروبية أن تلبس ثوباً مغرياً، ولا يعنيها من يتبعها بعيونه، لكن لو جسر أحد وتطاول عليها أو حاول أن يتحرش بها ولو بالكلام فسيجد نمرة شرسة تعرف حقوقها، ولا تفرط فيها، وتعرف الدفاع عن نفسها.

لماذا يكون محكوماً علينا كعرب ومسلمين أن نؤخذ بجريرة بعضنا، لنتعرى في مطاراتهم أو نخضع للتفتيش البدني أو يمكن أن يهذبوا هذا الطريقة بعمل الكاشف العاري الذي يظهر الجسد الإنساني لوحة استعراضية لموظفين قد لا يكونون أسوياء، وقد يفاخرون بأنهم رأوا جسد المسلمة التي تضرب عليها جلبابها، وشاهدوا شعر المتحجبة المتخفي، في ظل شبكة بث إلكتروني، بالمقابل هل المطارات قادرة أن تخضع اليهود المتدينين وزوجاتهم ويكشفوا عوراتهم بالكاشف العاري!

amood8@yahoo.com