ننام ونصحو على رفرفة تهدهد الخواطر، وهديل يدغدغ المشاعر، ورقرقة بعذوبة الأحلام، تلون حياتنا، ونحن ندلف من نافذة منزلة الأربعين عاماً، على الحدث الذي غير حروف التاريخ، وسط جملة هي الأنصع في منازل العرب، حدث أحدث الحديث عن بلاد في أول المشرق، وآخر المغرب، عند حدود الفرح الإنساني تفرعت أغصانها، وغردت أطيارها، وعزفت أمواجها لحن الخلود وأزل النشوء والارتقاء.
ننام ونصحو على سيمفونية الألوان الزاهية، ناقلة الفرح، حاملة الأمل، مستدعية جل أشجاننا ومشاعرنا لنسج العلاقة الحقيقية مع الوطن، حين يكون الوطن منطقة لتداول الأمنيات بقوة الإرادة، وصلابة العزيمة، وجسارة البلوغ إلى الأهداف والغايات.
علم الإمارات الذي أصبح لون البيوت وفضاءها المهيمن على القلوب المستولي على الأرواح يُحدق بعيداً، يُحملق عميقاً، يستعيد تاريخاً ويُسرج خيول المحبة بتاريخ حضارة شعب وثقافة وطن ترسخت على جُمل الوحدة، وشمخت بجملة فعلية فعلها الوطن وفاعلُها شعب تحدى الصعاب، وجاب الشعاب، ورسم على كف الأرض أجمل خضاب، ليحكي التراب عن مؤسسين جاهدوا واجتهدوا، ومارسوا حق الأبوة لصناعة وطن، منسوج بحرير الحب والوئام، والدفء والانسجام وشعب ما توانى في تأكيد الذات، بذلاً وعطاءً، وتخليد وجود كداً وكدحاً لأجل الإمارات، قيادة وأرضاً وشعباً.
علم الإمارات يصفق طرباً وإنشاداً بالإنجاز، بإعجاز المبدعين الذين مهدوا الوهاد، وطوقوا العباد بأساور من ابتسامة صدق، وفعل يغير مجرى التاريخ، ويجعل للوطن عنقاً يطال هامات السحاب، ويداً تمتد بامتداد المدى، واتساع الأفق، راعية حامية دموع المحتاجين في كل بقاع الأرض دون تمييز بلون أو عرق أو دين.
علم الإمارات بحجم الآمال العريضة، بلون الأحلام الزاهية، يتمدد بفضائه، زاهياً متماهياً، ونجوم السماء وشمس النهار، متعافياً بصحة الناس الأوفياء الذين يرون بارتفاع العلم، علواً لهاماتهم، واستقامة لقاماتهم، واستدامة لأفراحهم، مستمدين من معين الحب دفقاً وتألقاً ورونقاً، متسامين بالألوان التي تطورت نسلاً عن ثقافة شعب وحضارة تجذرت في الأرض وتفرعت في الآفاق، ما جعل الإمارات اليوم اسم علم، لا يُذكر منجز حضاري إلا وبلادنا على رأس قائمة من يُذكرون، وفي مقدمة من يُقرأون.
علم الإمارات شيء من خيال وبعض من أسطورة لامست واقع الشغف إلى الوحدة، فأصبحت ضوء الواقع ونبراس الحقيقة، وأساس الحكاية من البداية حتى ما لا نهاية.
علم الإمارات وهو يُلقي النشيد الوطني على رؤوس الأشهاد، معلناً أن الأمنيات تصبح حقائق دامغة عندما تصدر من نوايا صادقة، وإرادات لا تنثني، وعزائم لا تنحني، وأهداف أوضح من قرص الشمس.


marafea@emi.ae