لا تهمني لندن كثيراً ولا يشغلني الأولمبياد، تأهلنا له أو لم نتأهل، ولكن ما يهمني بالفعل، أن تصدق جملة ألا وهي “القادم أفضل”، وأن أجد مؤشرات حقيقية على أن القادم أفضل، واليوم ونحن نشاهد هذا التراجع المذهل، الذي يحدث لمنتخب الأمل، سوف أغمض عيني وأتخيل فربما أصدق أن القادم أفضل. في كأس آسيا للشباب قبل ثلاث سنوات تغلب منتخبنا على منتخبات العراق واستراليا وأوزبكستان، يومها كان لدينا منتخب اجتمعت فيه الروح القتالية والمهارة ويومها اعتلينا عرش القارة، يومها كنا الأكمل وكنا الأجمل، يومها كنا نراهن أن القادم أفضل. واليوم نلعب مع نفس المنتخبات التي هزمناها آنذاك، وها نحن نتعادل مع استراليا وأوزبكستان ونخسر أمام العراق، ونكتشف حقيقة مؤلمة هي أنه حتى جيل الانتصارات الذي كان لا يقهر، أصبح هشاً قابلاً للكسر، واليوم ونحن نعيش هذه الظروف الصعبة ما زلنا نصدق الكذبة ولا نزال نتأمل، أن القادم سيكون أفضل. العيب ليس في منتخبنا ولكنه عيبنا، فنحن من نشتري الفشل وندفع له من جيبنا، ولم يتغير شيء في المنظومة، فمنتخباتنا نجهزها للمناسبات دون وجود استراتيجة بعيدة المدى، ومسابقاتنا يرثى لها تسير بلا هدى، وأجندتنا عشوائية مبعثرة وجهودنا سدى، بحت أصواتنا ومهما علا صراخنا ليس له صدى، وكانت النتيجة أن الآخرين يتقدمون ونحن نتأخر وهم يتطورون ونحن “محلك سر”، وهذا أمر طبيعي فهم يعملون ولا نعمل، ويفعلون ما لم نفعل، ونكتفي بترديد كلمتين ألا وهما “القادم أفضل”. لا يجب أن نحزن لخسارة الأولمبي وتذيله جدول الترتيب في تصفيات الأولمبياد، ولا يجب أن نحزن لأن حظوظنا في المنافسة على الوصول إلى لندن باتت صعبة، ولكن علينا أن نتفائل ونتطلع بثقة إلى المستقبل، يجب علينا أن نحتفل، ونكذب على أنفسنا ونقول “القادم أفضل”. خسر المنتخب الأول ومع ذلك القادم أفضل، وسار على خطاه منتخب الأمل ومع ذلك القادم أفضل، وتتصدر رياضاتنا جدول الميداليات في مختلف البطولات ليس من الأعلى ولكن من الأسفل، ومع ذلك القادم أفضل، ففي رياضة الإمارات يكون القول غالباً منافياً للفعل ومن كان لديه شك في ذلك دعه يتفضل ،وليشرح لي ماذا نعني بالقادم أفضل. مسك الختام: اليوم بعد كل ما حصل مازلنا نغض أبصارنا عن حقيقة الخلل، ومع كل فشل نتمسك ببصيص من الأمل ونقول “قدر الله وما شاء فعل”، لذا فاعذروني وأرجو أنكم لن تصدقوني، وأنا لاأكذب، ولكن أتجمل فالواقع يقول “القادم أفضل”. Rashed.alzaabi@admedia.ae