السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أجندة دافوس: مخاطر الاقتصاد والجيوبوليتيكا

أجندة دافوس: مخاطر الاقتصاد والجيوبوليتيكا
30 يناير 2011 21:35
جيديون راتشمان محلل سياسي أميركي في العامين الماضين، كانت مشاعر الخوف على مستقبل الاقتصاد العالمي هي المسيطرة على المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا، أما في العام الحالي فعادت مشاعر التفاؤل الحذر مجدداً إلى أروقة المؤتمر. وكان المفترض أن يكون ذلك خبراً جيداً في حد ذاته، لولا أن الخبراء يقولون إنه رغم تقلص المخاطر الاقتصادية، فإن المخاطر الجيوبوليتيكية تبدو في حالة تزايد. وقد جرت مداولات المنتدى على خلفية الاضطرابات في مصر وغيرها من بلدان العالم العربي. كما عاد الإرهاب مرة أخرى على أجندته بعد حادث التفجير الذي وقع يوم الاثنين الماضي في أكبر مطارات العاصمة الروسية موسكو. علاوة على ذلك شكلت العلاقة الآخذة في التوتر بين الولايات المتحدة والصين خلفية للعديد من مناقشات المنتدى. والوفود المشاركة في دافوس بدت وكأنها لا تعرف كيف تستجيب للأحداث الجارية في مصر وهو ما يرجع لحد كبير لحقيقة أن أصوات الشباب الذي يتظاهر في شوارع القاهرة وغيرها من المدن المصرية، ليست من نوعية الأصوات الممثلة في المنتدى. والصوت الأكثر بروزاً من العالم العربي الممثل في ديفوس، هو صوت أمين عام الجامعة العربية، إلا أنه اقتصر في تصريحاته على توجيه دعوات معتدلة وعمومية لـ"الإصلاح" في بلده، وغيرها من بلدان العالم العربي. كما ألمح إلى أن القلاقل في شوارع مصر وغيرها من البلدان العربية، ترجع إلى إحباط الشباب العربي نتيجة لعدم التقدم في عملية السلام في الشرق الأوسط. وقد ألمح مشاركون آخرون من المنطقة إلى أن الشرق الأوسط يخضع الآن لحالة من "العدوى" شبيهة بالعدوى المالية التي سمحت لأزمات الديون بالعبور من بلد إلى بلد في أوروبا. وقد حاولت الوفود المشاركة جاهدة، موضعة الانتفاضات الحادثة في العالم العربي في سياق الموضوعات التي اعتاد المنتدى مناقشتها في اجتماعاته السنوية. وهناك قلق متزايد حول التأثير السياسي على أسعار المواد الغذائية المتزايدة، كما يقول المراقبون إن دول الاقتصادات الصاعدة مثل الهند والصين والبرازيل معرضة هي الأخرى للقلاقل، بسبب الارتفاع المتزايد للمواد الغذائية الأساسية. ومن الموضوعات التي تكررت مناقشتها خلال مداولات المؤتمر، موضوع الفجوة المتزايدة بين الأجور في مختلف دول العالم، والآثار السياسية التي يمكن أن تترتب على ذلك. وفي هذا السياق رأى باباندريو، رئيس وزراء اليونان، أن الطبقات العاملة والوسطى، تتعرض في الوقت الراهن لمزيد من الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، في الوقت الذي يزداد فيه الأغنياء غنى. وأعرب باباندريو عن مخاوفه من أن تتمكن الحركات السياسية الشعبوية والقومية المتطرفة من كسب أرض لها في ضوء هذه الظروف. وإلى ذلك، أعاد حادث التفجير الذي وقع في أكبر مطارات العاصمة الروسية موسكو موضوع الإرهاب إلى أجندة المؤتمر مجدداً. ورغم الدماء السائلة في بلاده، فإن الرئيس الروسي أصر على توجيه الخطاب الافتتاحي في القمة الذي كان مسبوقاً بالوقوف دقيقة صمت على أرواح ضحايا التفجير الإرهابي. وقد أعرب ميدفيديف عن تصميمه على الوفاء بتعهده بالحديث في دافوس، كي يكون ذلك الخطاب رمزاً لتصميم أوسع نطاقاً على عدم الاستسلام للإرهاب. أما مستقبل العولمة، فقد كان هو الموضوع المركزي الذي شغل أذهان الوفود المشاركة في دافوس التي ركزت في مناقشاتها على التجارة. أما التهديد الخاص بتمرير قانون يفرض إجراءات حمائية مضادة للصين من قبل الكونجرس الأميركي، فقد تضاءل قليلا بعد انتخابات التجديد النصفي التي جرت في الولايات المتحدة في شهر نوفمبر الماضي. وفي هذا السياق، وجه رئيس الوزراء البريطاني كاميرون نداءً عاجلا لاستكمال جولات المباحثات التجارية في العاصمة القطرية الدوحة، بنهاية هذا العام حيث قال: "إنه لأمر يدعو للسخرية في الحقيقة أن يحتاج التوصل لاتفاق حول هذا الأمر لعشر سنوات حتى الآن"، وأضاف قائلا: "نحن لا نستطيع أن نضيع عشر سنوات أخرى من الدوران في حلقات مفرغة". وفي حديث له مع "فاينانشيال تايمز"، أبدى الرئيس المكسيكي "فيليب كالديرون" تشككاً في إمكانية التوصل لتلك الاتفاقية قريباً حيث قال بالنص: "أنا لست متفائلا بجولة محادثات الدوحة". ورغم جو الهموم السياسية الذي خيم على دافوس، فقد كانت هناك بعض ومضات التفاؤل. والشيء الذي بدا لافتاً للنظر هو أنه رغم العديد من حالات "هز الرؤوس" بالموافقة حول شلل النظام السياسي الأميركي، خصوصاً عندما كان الأمر يتعلق بمناقشة عجز الميزانية، فإن رصيد أوباما بدا وكأنه قد صعد هذا العام. ففي العام الماضي، كان الاتجاه السائد في المناقشات هو ذلك المتعلق بمحاولة تحديد ما إذا كان أوباما قد بدأ في التحول إلى نسخة أخرى من كارتر. أما في العام الحالي فقد ساد نوع من الثقة بقدرته على القيادة، بصرف النظر عن النتائج التي تمخضت عنها انتخابات التجديد النصفي. وقد لوحظ أن التفاؤل الاقتصادي لوفود آسيا وأميركا اللاتينية وأجزاء أخرى من أميركا، انعكس على مقارباتها السياسية، كما كان من الواضح أن الزعماء السياسيين للدول الصاعدة على الساحة العالمية، كانوا أكثر بهجة وإشراقاً من نظرائهم الغربيين المأزومين. ينشر بترتيب خاص مع خدمة"واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©