آلاف الوظائف الشاغرة تم عرضها أمام الباحثين عن عمل خلال الأسبوع الماضي في معرض أبوظبي للوظائف، حيث تنافس عدد كبير من الجهات الحكومية والخاصة في عرض احتياجاتها من الوظائف والتخصصات التي تلبي احتياجاتها، وفي مقابل ذلك اتجه الآلاف من الباحثين عن وظائف إلى المعرض، بعضهم يبحث عن فرصة عمل يبدأ بها مشوار حياته العملية، وبعضهم يبحث عن وظيفة أفضل من التي يعمل بها حاليا. معارض التوظيف التي يتم تنظيمها في مختلف أنحاء الدولة تهدف إلى مساعدة المواطنين بصورة أساسية في إيجاد فرص عمل، لكنها تكشف في الوقت نفسه عن الكثير من الاحتياجات في سوق العمل، سواء من ناحية التخصصات المطلوبة والفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات السوق، كما تطرح أسئلة كثيرة حول مدى جدية الجهات المشاركة في عملية التوظيف ومساهمتها الحقيقية في برامج وخطط التوطين، خصوصاً أن عدداً ليس بالقليل من الباحثين عن وظائف يشكون من عدم جدية بعض الجهات في التوظيف. لعل الأهم في هذه المرحلة لم يعد يقتصر على جمع المؤسسات والجهات المختلفة في معارض التوظيف، بل أصبح من الضروري إلى جانب ذلك، أن يتم متابعة ما يحدث في أروقة هذه المعارض وبين أجنحة المشاركين، بل وبين الملفات والأوراق التي تعرضها أو تتلقاها الجهات المشاركة، فإذا كانت هناك آلاف الوظائف الشاغرة فما الذي يجعلنا نرى هذا الإقبال الكبير من جانب الشباب على معارض التوظيف المختلفة، ولماذا لا نرى معلومات واضحة حول الأعداد الإجمالية من الوظائف التي تتم الموافقة عليها فعلياً خلال معارض التوظيف باستثناء بعض الجهات التي تعلن عن بياناتها بشكل فردي؟ قضية التوطين تعد من القضايا الاستراتيجية والمهمة، ولا بد ألا تقف جهود الجهات المعنية عند ما قامت به حتى الآن في هذا الجانب، بل لا بد أن تكون هناك خطوات نحو الأمام بشكل مستمر، ولا بد من إجراءات تضمن جدية الجهات المختلفة في التعامل مع هذا الملف، وألا يكون هناك من يتواجد في معارض التوظيف بغرض الاستعراض دون أن تكون هناك نتائج ملموسة وحقيقية. لا يستطيع أحد إنكار الدور المهم الذي قامت به الجهات المعنية بالتوطين والتوظيف، وما تم تحقيقه خلال معارض التوظيف المختلفة بالدولة، ولكن هناك حاجة إلى تعزيز النتائج وتحقيق المزيد من النجاح في ملف التوطين. حسين الحمادي | h ssain.alhamadi@admedia.ae