منذ بدايات نشأتنا أهلتنا الظروف وأوصلتنا إلى قناعات مخرجاتها أن الدنيا، والحياة، والزواج حظ ونصيب، فثار هلع بعض البشر للتأثير على حظوظهم حتى تتسهل لهم أمور الدنيا فيحيون حياة تجمعهم بأزواج، إلا أن ذلك لم يغير من محطات القضاء والقدر. وبالنسبة لي كل ما يقدره الله ليس بعده حوار أو نقاش أو اعتراض ويلعب الحظ دوراً ثانوياً لكني كبرت وسافرت وحاورت بشراً وأيقنت من الغربة وإرهاصاتها أن النعمة التي ننعم بها -أهل الإمارات- من أمنٍ وأمانٍ تجعلنا “قوم بو حظين” فالحظ الأول أن ولدنا على أرضٍ جعل منها الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وطن فهو من لـَمِ الشمل ولحَـمِ الشتات ووحد الصف والصوت وهو من جعلنا متحدين متوحدين لا نختلف في ولاء أو فداء للوطن وله ولمن سار في خطاه من أولي الأمر. لا يعي المرء أنه قبل ذلك اليوم التاريخي لم يكن هناك جواز سفر واحدٌ. عدل بين أطياف المجتمع ولم يفرق. وعلم له أربعة ألوان تتخلله نسائم الحرية وأنغام سلام وطني ونشيد مجسد للعروبة والإسلام والاتحاد. أصبح للدولة شعار، و دستور يصون أمورها الداخلية والخارجية، وعضوية في جمعية الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية. هذا هو حظنا الأول والأكبر فهذه نعمة أحمد الله عليها وأدعو للشيخ زايد ـ طيب الله ثراه ـ بالجنة فهو من صنع لنا وطناً. وحظنا الثاني والأوفر تجلى في شخص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ـ حفظه الله ورعاه ـ فمثابرة سموه وإصراره على صنع الإنسان الإماراتي حققا لأبناء شعبه أمن الحياة ومتعة الكرامة والفرص النادرة للتسلح بالعلم ومواجهة المستقبل بجدارة وشجاعة. أن سموه صانع الإنسان والفرص التي تحاكي طموحاته للعيش بحرية وعدالة بعيداً عن الظلم والظلام. ونقف فخورين تُغـرقُ أعيننا ألحان السلام الوطني وتثير حماسنا كلمات النشيد وتكرس الذكرى الأربعين حباً في تزايد وفكراً لا ينضب إلا على الرقي بالوطن. وما يفرحني أكثر من أي شيء آخر هي تلك الهوية التي منحنا إياها كرم الشيخ زايد – طيب الله ثراه- فيستطيع الإماراتي السفر إلى أصقاع العالم بدون الحاجة الفعلية لوثيقة أو جواز سفر حيث تفتح الأبواب الموصدة فقط بمجرد ذكره، ومن له بمثل هذا الشرف! وبينما يدور العالم بين الربيع والخريف نقف شاكرين الله على نعمه، فنحن بالفعل محظوظون وقد أكمل أبناء زايد نهجه في استدامة العطاء مما استسقوه من حكمة جعلتهم قادة من النخب الأول وقد اتحدوا على فعل الخير وتعميق أواصر اللحمة الوطنية حتى لمن أعشى الله أبصارهم عن خدمة شعوبهم والبشرية. لقد أغدقنا عطاؤهم أدعو الله لهم بالسداد والعلا وأن يكون الشيخ زايد ـ طيب الله ثراه- مع من قال تعالى عنهم “وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم” وندعو الله أن يكون ممن كُتبَ لهم حظ عظيم من الأجر والمقام الرفيع من الجنة. د. عائشة بالخير | bilkhair@hotmail.com