حين يتحول العمل إلى فعل ترتقي النفوس به، ويرقى هو بالنفوس، إن من أجمل طقوس احتفالاتنا بالعيد الوطني الأربعين، هي مبادرة صحيفة “الإمارات اليوم” وصندوق الفرج التابع لوزارة الداخلية، وتقدم سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد بتبني الفكرة ودعمها، ما جعل الكثير من مؤسسات المجتمع في الإمارات أن تحذو حذو سموه في كريم التبرع، وتمديد الحملة وتعميمها، والتي تهدف لإطلاق سراح أربعين سجيناً ويزيد، من المعسرين والمديونين، كانت لهم تجاربهم في الحياة، وتلقوا منها دروساً قاسية تكفي لإرجاعهم إلى حضن المجتمع، فربما منهم الكثير يريد أن يكفر عن خطأه بالاندماج في المجتمع، وخدمته من جديد، فخيراً فعل سموه والجميع، فكيفي أن ترى تلك الفرحة التي تتلألأ في عيون عائلاتهم، وأهلهم وأصدقائهم، وفرحهم هم بالحياة من جديد!
- بمناسبة صدور السيرة الذاتية وأعمالها الشعرية للمبدعة والشاعرة عوشة بنت خليفة السويدي، والذي أنجزته الدكتورة موزة غباش، والاحتفاء بهذه المناسبة، وبمناسبة عيد الاتحاد الأربعين أتمنى من الدولة أن تمنح هذه الشاعرة الجميلة وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى نظير جهودها، ورفع صيت دولتها في كل مكان، ونظراً لتجديدها في الشعر النبطي، والذي تعد فيه مفصلاً مهماً، وأثراً بارزاً، وتركها تراثاً وقاموساً في الأدب الشعبي نفتخر به، ونحفظه في الصدور لأجيالنا المقبلة!
- فركوس زعيم السلفيين في الجزائر ما عنده شغل غير النشيد الوطني وعلم الجزائر، لا يريد للطلبة أن يقفوا له، ولا ينشدون نشيده، ذلك النشيد التاريخي الذي زلزل فرنسا، ودفع الناس ليحاربوا، ولا ينهزموا، والسبب أن في الوقوف للعلم وترديد نشيده شيء من الطقوس الصنمية الوثنية، ويخالف الاعتقاد والتوحيد، ويمس العقيدة، وقد وضع من أجل ذلك رسالة سماها “تحري السداد في حكم القيام للعباد والجماد” وسار على دربه خمسة من الأئمة والخطباء امتنعوا عن الوقوف للسلام الوطني، وعشية اليوم الوطني للتحرر الجزائري مؤخراً امتنع ثلاثة آخرون من التيار السلفي عن مشاركة مدرسة جزائرية أفراحها بالعيد وتحية العلم، ترى في فترة من الفترات عندنا: في مدارسنا ومساجدنا وفي أركان بيوتنا سمعنا هذا من خطباء، وفاعلي خير، وإخوان لنا في الإسلام، سمعناه من مدرسين ومدرسات من مواطنين ومواطنات، وهم يلقنون أطفالنا الصغار هذا الزعاف!
- بمناسبة اليوم العالمي لوقف العنف ضد المرأة، لا بد من الإشادة بدورها القوي في تضحيات الربيع العربي، ووقوفها نداً للطغيان والجبروت، وصفّاً مع أخيها الرجل، ولكن بعد الانتصار، خاصة في تونس المشهورة، والسبّاقة في تحرر المرأة وإعطائها حقوقها المدنية كافة متساوية مع الرجل، وظهور التيار “العلماني المسلماني” وتوليه السلطة، فكان أول مكافأتها “هيئة المعروف والنهي عن المنكر” ومصادرة حريتها وفرض اللثام واللجام، وأنها عورة، وشهادتها ناقصة، ولو كانت وزيرة العدل!


amood8@yahoo.com